حدد واي دي، الأمين العام الجديد للاتحاد الصيني لكرة القدم، أجل سنة واحدة لتطهير كرة القدم في البلاد من «الفساد والرشوة» والتحديد القبلي لنتائج المباريات باتفاق مع شبكات الرهانات والقمار، فيما حدد أجل ثلاث سنوات ليأخذ قطار اللعبة في الصين مساره الطبيعي. وأضاف دي، الذي عين في يناير الماضي محل الأمين العام السابق للاتحاد، المعتقل حاليا رفقة أكثر من26 شخصا على خلفية ملفات فساد في قطاع كرة القدم بالصين، أنه واثق من النجاح ومن استعادة الدوري الصيني لثقة الجمهور ومصداقية اللعبة، بالإضافة إلى تطوير الأداء الرياضي للدوري والأندية. ويعتبر دي، الذي زار الجمعة الماضية مدينة زيوريخ السويسرية للتباحث مع مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وشرح المشاكل، التي تتخبط فيها كرة القدم الصينية والحلول المقترحة لمعالجتها، أن أبرز الخطوات التي سيتم اعتمادها تتمثل في تشديد المراقبة على دوريات كرة القدم على المستوى الوطني والمحلي، وتلميع صورة الاتحاد الصيني لكرة القدم، التي فقدت بريقها لدى الرأي العام، ثم توسيع دائرة الاهتمام بكرة القدم على المستوى القاعدي واسترجاع جمهورها. وشنت الصين في نونبر الماضي حملة غير مسبوقة لتطهير قطاع كرة القدم، بعد انتقادات عدة من لدن الصحافة والرأي العام، واعتقل أكثر من 26 شخصا على رأسهم نان يونغ، رئيس الاتحاد الصيني لكرة القدم، ونائبه يانغ يمينغ ثم جهان تيانشيان، رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الصيني للعبة. كما اعتقل رئيس نادي تشينغدو، المملوك لنادي شيفيلد يونايتد، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي. أما التهمة الرئيسية فهي ترتيب نتائج مباريات كرة القدم قبليا، والتنسيق بشكل واسع مع شبكات القمار والرهانات على المباريات. وتستشري عمليات القمار والمراهنات، التي تعد ثقافة آسيوية عادية، بشكل كبير في الصين لكن في الباطن فقط، إذ تحظر الدولة بشكل قاطع إقامة الكازينوهات ونوادي القمار فوق برها الرئيسي، باستثناء هونغ كونغ وماكاو اللتين لديهما وضع إداري خاص. وأقر واي دي بصعوبة المهمة التي تواجه الطاقم الجديد للاتحاد، وقال «إن هناك ضغطا كبيرا للغاية، إذ كيف سنعيد بناء كل شيء وكيف سنرجع الثقة لجمهور كرة القدم، وحمل الأطفال خصوصا على الإقبال على هذه اللعبة». وخلال لقائه مع رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر يوم الجمعة الماضي في زيوريخ عبر عن سعادته للدعم الذي قدمته له (الفيفا)، وقال «إنه أول لقاء لي مع بلاتير، الذي أطلعته على ما وقع في الصين مؤخرا، وكان إيجابيا جدا بشأن الخطوات التي قمنا بها وأعرب عن ثقته الكاملة فينا». وأضاف أن كرة القدم الصينية «ستعود قريبا إلى مجدها، لأن الصين دولة قوية اقتصاديا ومستقرة من الناحية المالية»، مشيرا إلى أنه أعرب لرئيس (الفيفا) عن إرادة الصين وعزمها على التطهير الكامل لقطاع كرة القدم مما علق بها مؤخرا. ورغم أن الصين تتفوق في عدة رياضات واحتلت الصف الأول من حيث الميداليات على المستوى العالمي خلال أولمبياد بكين عام2008، إلا أن كرة القدم ما تزال رياضة ذات مستوى متدن، ذلك أن الفريق الوطني الصيني يحتل الرتبة 93 عالميا، خلف دول من مثل إيسلندا وهايتي. كما لم يتمكن من التأهل إلى نهائيات كأس العالم لعامي2006 و2010. وخصصت الحكومة الصينية ستة ملايين دولار للبرنامج وتسعى إلى أن تساعدها (الفيفا) في تنفيذه ماديا وتقنيا. يذكر أنه في خضم هذه الفضيحة، التي هزت كرة القدم المحلية أقر الاتحاد الصيني لكرة القدم عقوبات قاسية في حق ثلاثة أندية محلية تمارس في الدوري الممتاز، تتمثل في فرض عقوبة الهبوط للدرجة الأولى على ناديي غوانغتشو وتشينغدو بليدز، بعدما كانا في دوري الصفوة، فيما قرر التشطيب على نادي تشينغداو عايليفان بشكل كامل من التسجيل في أي دوري صيني لكرة القدم وتغريمه200 ألف يوان (نحو30 ألف دولار). وثبت للاتحاد تورط مسؤولي الأندية الثلاث في عمليات واسعة للترتيب القبلي لنتائج المباريات، بالاتفاق مع أوساط الرهانات والقمار، وهي الممارسات المنتشرة بكثرة في الدوري الصيني، الذي طالما وصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه أصبح في يد شبكات القمار والربح غير الشرعي.