ينقل الفنان الفوتوغرافي الفرنسي إفون برونو الجمهور الزائر لمعرضه المقام حاليا بمكناس في رحلة استكشافية لأبرز المواقع الاثرية المصنفة من قبل (اليونيسكو) تراثا إنسانيا ببلدان حوض البحر الابيض المتوسط وذلك تحت شعار "التراث المتوسطي". ويبرز هذا الفنان المهووس بالسفر والرحلات في معرضه المنظم بمبادرة من المديرية الجهوية للثقافة والمعهد الثقافي الفرنسي بمكناس إلى غاية 27 فبراير الجاري، من خلال أزيد من 52 صورة التقطتها عدسته موزعة ما بين المعهد ومركز الفقيه محمد المنوني، بصمات حضارات قديمة تعاقبت على هذه البلدان التي يجمعها إرث حضاري مشترك. وقد قرر هذا الفنان منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي ، ضمن اهتماماته بفن العمارة ، إلى إحصاء المواقع الأكثر جمالية وجاذبية في منطقة الحوض المتوسط دعما منه لاحترام التراث الإنساني. ومن ضمن المواقع التي اهتم بها الفنان الموقع الاثري وليلي الذي صنفته اليونيسكو تراثا إنسانيا، ودار الدباغ بمدينة فاس ، وموقع جميلة اوسويكول بالجزائر وساحتها وهياكلها وكنائسها ، وموقع شحات الأثري في جزيرة تراو ومدينة غدامس القديمة بليبيا ، ومدرج الجم الروماني ومدينة تونس القديمة. وينتقل هذا الفنان بالزائر عبر صور المعرض الملتقطة بفنية وتقنية عاليتين، إلى القاهرة عبر منطقة الأهرام من الجيزة إلى دهشور ، ثم الى البتراء في الأردن ،ويتوغل في أحياء مدينة عكة التاريخية المحصنة بفلسطين المحتلة ومنها يعرج إلى لبنان من خلال صور لوادي قاديشيا او الوادي المقدس الذي يعد أهم المواقع للتأسيس المسيحي في العالم ،وحرش أرز الرب ، وبعدها إلى مدينتي حلب ودمشق القديمة بسورية حيث الجامع الأموي. وفي الجانب الآخر انتقل الفنان الفرنسي ما بين أرمينيا التي أبرز جمالية كاتدرائية غتشاميادزينة والموقع الأثري لزفارنوتز ، ثم إلى تركيا حيث صور وادي غورديم وضواحيه الواقع وسط مشهد أخاذ شاهد على الفن البيزنطي، ومنها إلى ألبانيا حيث يوجد موقع بوترنت الاثري الذي عرف استقرارا بشريا منذ ما قبل التاريخ ، وبلغاريا حيث التقط صورا لضريح كازانلاك التراقي الذي اكتشف سنة 1944 ودير ريلا ومدينة بنسيبار القديمة المشيدة على شبه جزيرة صخرية. كما شكلت الاديرة الأرتودوكسية باليونان موضوعا لصور هذا الفنان، المعروفة باسم متيورا المكونة من نتوءات صخر الصلصال ، وكذا معابد مالطا المبنية من الأحجار الضخمة المستعملة في عصور ما قبل التاريخ ، إلى جانب حي الجسر القديم في مدينة موستار القديمة بالبوسنة ،والكنائس المزينة في منطقة ترودوس بالمجر.