يعود موقع وليلي، خلال شهر فبراير إلى الواجهة الثقافية، عبر مقاربات متعددة فنية وتاريخية تقتفي آثار هذه المدينة التي ترجح الحفريات أن يكون الإنسان استوطنها منذ القرن الثالث قبل الميلاد، كما تدل على ذلك إحدى المنقوشات البونيقية. يقول رشيد بوزيدي، محافظ موقع وليلي الأثري، عن هذه التظاهرة التي تنظم بشراكة مع المعهد الثقافي الفرنسي في مكناس، في حديث ل«المساء»، إنهما يتوجهان عبر أنشطتهما إلى مختلف فئات الجمهور من العامة إلى المتخصصين، ويستحضران فئات الشباب والأطفال، وذلك بهدف التحسيس بأهمية الموقع أولا، وثانيا، للتعريف به أكثر، وثالثا لمحاولة البحث عن مصادر التمويل لأجل حمايته. ويضيف بوزيدي أن هذه التظاهرة التي تتم بتنسيق مع مديرية التراث الثقافي والمديرية الجهوية للثقافة لجهة مكناس - تافيلالت تتمحور حول عدة أنشطة ثقافية (محاضرات، وثائقي ومعارض للفن التشكيلي والتصويري) وكلها حول الموقع الأثري، وستمكن من رسم علامات لوليلي. وأضاف أن هذا البرنامج يدخل في إطار التعاون القائم منذ ثلاث سنوات بين محافظة موقع وليلي والمصالح البيداغوجية والتعليمية التابعة للبعثة الفرنسية في المغرب، وهو التعاون الذي دشن سنة 2007 بتنظيم، لأول مرة في المغرب، سلسلة «دروس التراث الأثري» في وليلي من خلال أنشطة مشتركة بين محافظة موقع وليلي ومؤسسة سانت إكسوبيري Saint Exupéry في الرباط، وتروم هده الأنشطة تحسيس الجمهور والمثقفين والمتمدرسين بقيمة موقع وليلي الأثري كموقع للتراث العالمي. وأبرز بوزيدي أن هذا الأخير يحظى باهتمام وزارة الثقافة. وبحسبه، فهناك دعم مالي سنوي تتلقاه المحافضة من وزارة الثقافة لترميم الموقع، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة وضعت مشروعا راقيا للنهوض بالموقع، ويتمثل في العمل على إنشاء بنيات تحتية هي عبارة عن مرافق علمية وإدارية وثقافية وسياحية لاستقبال السياح. من جانبها، تقول مديرة المعهد الثقافي إن هذا النشاط الشهري يندرج في إطار الخط التحريري لبرامج المعهد، والقاضي بالبحث عن روابط التعاون المغربي الفرنسي، باستحضار الماضي من أجل التوجه نحو المستقبل، حيث تناول برنامج الشهر الماضي الحضور الفرنسي من خلال قدماء المحاربين ومن خلال الفن المعماري. وبما أن موقع وليلي يقع بالقرب من مدينة مكناس، فإن المعهد يسن سياسة الانفتاح على المؤسسات الثقافية والفعاليات المحلية والجهوية، لذلك اختار الطرفان إبراز القيمة الفنية لوليلي في مستويات متعددة. يذكر أن الحفريات التي أجريت على الموقع كشفت عن بنايات ضخمة ولقى أثرية مختلفة كالأواني الفخارية والأمفورات والنقود ومجموعة مهمة من المنحوتات الرخامية والبرونزية، وهي تشكل جزءا مهما من معروضات المتحف الأثري في الرباط. في هذا الساق ستركز محاضرة الافتتاح، التي سيلقيها رشيد بوزيدي، على تاريخ وليلي مند بداياتها إلى الآن، معرفا بهذه المآثر من جميع مناحيها الحضارية، وكذلك بالأبحاث والحفريات التي أجريت في الموقع، وعمليات الترميم التي شهدها، والجهود والمشاريع المنجزة من طرف الوزارة المعنية، وتنظم هذه المحاضرة يوم الثلاثاء، 2 فبراير المقبل على الساعة السابعة مساء بخزانة المعهد الثقافي الفرنسي في مكناس. كما تقدم فاليري لافون Valérie Lafont معرضا تشكيليا تحت عنوان: «الماء، الفسيفساء والفن التشكيلي»، من 3 فبراير المقبل إلى 27 منه، وسيفتتح الأربعاء على الساعة السابعة مساء، بقاعة العروض في المعهد الثقافي الفرنسي في مكناس. المعرض، يروم الاحتفاء بفن الفسيفساء عبر صناعة صور استلهمتها فاليري من الأشكال القديمة لموقع وليلي لتعيد إنتاجها في إطار إبداعي جديد، سهرت على إنجازه داخل محترفها في مدينة تيزنيت التي تقيم بها إلى جانب زوجها، وهو فنان تشكيلي كذلك. وبهذه المناسبة ستقيم لافون ورشا لفائدة تلامذة دروس اللغات في المعهد الثقافي الفرنسي يشكل مدخلا لحرفة الفسيفسائي، من السبت 30 يناير إلى السبت 6 فبراير المقبل، وستنظم رحلة لفائدة الأطفال المشاركين في الورشة صحبة أوليائهم. الفنان الفوتوغرافي إفون فرينو Yvon fruneau سيقيم معرضا للصور حول التراث العالمي المتوسطي يستحضر فيه مآثر تاريخية من البحر المتوسط المندرج ضمن لائحة اليونيسكو وضمنه وليلي وباب المنصور، ويفتتح المعرض يوم الخميس 4 فبراير 2010 على الساعة السابعة مساء في قاعة المعارض في المديرية الجهوية للثقافة لجهة مكناس تافيلالت، ويستمر إلى غاية 27 فبراير من الشهر نفسه. وضمن المقاربات المتعددة للموقع سيتم تقديم الفيلم الوثائقي الموسوم ب«وليلي في المغرب وبعلبك في لبنان، بنتان لروما على خطى الإمبراطورية» من إنجاز فاليري جيريي Valérie Gérié، فرنسا 2002-2005، مدته 25 دقيقة، وذلك يوم الخميس 4 فبراير 2010، في مسرح المعهد الثقافي الفرنسي في مكناس وبحضور المخرجة نفسها. جون لوك بانوتييه Jean Luc Panetier، أستاذ التاريخ والجغرافيا في ليسي ديكارت يدعو الأطفال والشباب إلى رحلة من أجل اكتشاف وليلي، المدينة الرومانية، هذه المدينة التي شهدت خلال فترة حكم الملك جوبا الثاني وابنه بطليموس ما بين سنة 25 ق.م و40 م ازدهارا كبيرا أهلها لأن تصبح عاصمة لموريطانيا الطنجية. وبعد سنة 40 م، عرفت وليلي خلال فترة حكم الأباطرة الرومان تطورا كبيرا وحركية عمرانية تتجلى من خلال المعابد، والمحكمة والحمامات، وقوس النصر، وكذا المنازل المزينة بلوحات الفسيفساء ومعاصر الزيتون... سينظم هذا اللقاء، الأربعاء يوم 10 فبراير القادم على الساعة الرابعة بعد الزوال في خزانة المعهد الثقافي الفرنسي في مكناس (خاص بالتلاميذ). ويقودنا جون لوك بيار Jean Luc Pierre، إلى عالم ما وراء أعمدة هرقل عبر مخطوطات خلفها كتاب قدماء أغريقيون ولاتينيون، كتاب وصفوا الأرض والسكان الذين عاشوا في هذا الغرب الأقصى، وهو «المغرب القديم، أساطير وقصص حول بطليموس موريطانيا»، وموعد هذه المحاضرة الخميس 11 فبرايرالقادم على الساعة السابعة مساء في خزانة المعهد الثقافي الفرنسي في مكناس.