دعا المشاركون في ندوة إفريقية، اختتمت أمس الأربعاء بمدينة طنجة، إلى تقوية قدرات الفاعلين المحليين والرقي بروح القيادة لدى المسؤولين الأفارقة لقيادة مشاريع الإصلاح الإداري. وأكد المشاركون في هذه الندوة، التي نظمها المركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء (كافراد)، ضرورة توفر الإدارات العمومية بالبلدان الإفريقية على رؤية استراتيجية شاملة على المستوى الوطني وقيادة متبصرة لتنفيذ هذه الرؤية. كما أكدوا على أن التخطيط الاستراتيجي لا يمثل فقط خيارا حكيما يوحد مختلف المبادرات الواجب القيام بها، بل يعتبر في الواقع وسيلة لتعبئة الموارد المتاحة وفق أجندة زمنية تحدد بدقة الأهداف والإنجازات والإصلاح والموارد. وركز المشاركون، ومن بينهم مسؤولين وباحثون وأطر إدارات عمومية، على أهمية مواصلة برامج الإصلاح الإداري، من خلال إشراف الدولة على إحداث فريق قيادة منسجم ومكون من اختصاصات متعددة، ومستمر زمنيا رغم تغير الحكومة السياسية للبلد. وقد شكلت هذه الندوة مناسبة لمناقشة، بشكل موضوعي ومقارن، الأنظمة الحالية للإصلاح الإداري والمؤسساتي بالبلدان الإفريقية، وبحث السبل الجديدة لاستراتيجيات قيادة وتنسيق البرامج الإصلاحية. وتمحورت أشغال هذه الندوة حول أربعة موضوعات كبرى، تتمثل في "التوجه الجديد للدولة في مجال حكامة المرافق والمؤسسات العمومية" و"مكانة ودور الهيئات المكلفة بالإصلاح وتحديث القطاعات العامة في التنمية الوطنية" و"رفع أداء الإدارات العمومية مع خفض نفقاتها" و"أهمية تعزيز معارف وخبرات الموارد البشرية لتحسين أداء الإدارات". وقد أحدث مركز كافراد سنة 1962 باقتراح من المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني خلال الدورة الثانية عشرة للمؤتمر العام لليونسكو، الذي أرسى القواعد الأولية للمركز، إذ يعتبر هذا الأخير منظمة دولية إفريقية يرأس مجلسها الإداري، الوزير المنتدب المكلف بتحديث القطاعات العامة بالمغرب، وتعنى بالدراسات والاستشارات العلمية المتعلقة بالتنمية الإدارية في الدول الإفريقية. كما يضم المجلس الإداري للمركز حاليا أزيد من 34 بلدا إفريقيا، انضمت إلى الكافراد للاستفادة من خبرته في مجال تطوير الإدارة العمومية والرفع من أداء مؤسسات الدولة.