تستضيف مدينة آسفي ما بين 26 و28 فبراير الجاري "الجامعة الشبيبية حول التنمية" في دورتها الثالثة والمنظمة تحت شعار "أية فضاءات وأية ميكانيزمات من أجل مأسسة مشاركة الشباب في تدبير الشأن المحلي?". وتشكل الجامعة، التي تنظمها جمعية النهضة في إطار "البرنامج التشاوري للمغرب"، مناسبة للتلاقي بين شباب منتخبين وفاعلين جمعويين وممثلي السلطات العمومية من أجل التباحث حول المعايير والضوابط الكفيلة بمأسسة مشاركة الشباب في تدبير الشأن المحلي. ويتضمن برنامج الجامعة الشبيبية ندوتين تبحثان موضوعي "الانتخابات الجماعية 2009 وانخراط الشباب في الشأن المحلي.. أية حصيلة وأية أفاق" و"الديمقراطية، المشاركة وإشراك الشباب في اتخاد القرار على المستوى المحلي"، وكذا ورشتين حول "الشباب والميثاق الجماعي" و"مكانة ودور الشباب في وضع مخططات التنمية الجماعية"، فضلا عن تقديم شهادات لرؤساء جماعات محلية ومنتخبين محليين، وشباب ترشحوا الانتخابات ولم يتم انتخابهم. كما سيتم في اطار الجامعة تنظيم سهرة ثقافية وفنية وزيارات لمشاريع أنجزتها جمعيات محلية ذات صلة بموضوعي "المواطنة والولوج الى الحقوق". وأكدت الأرضية المؤطرة لأشغال الجامعة أن مسألة مأسسة مشاركة الشباب في تدبير الشأن المحلي ستشكل صلب مناقشات هذا الملتقى من خلال التداول في خلق مجالس استشارية للشباب سواء باعتبارها "فضاءات للتفكير وتيسير ولوج الشباب الى مراكز القرار أو كآلية لإعادة توجيه السياسيات المحلية لفائدة الشاب وتأكيد حقوق كل المواطنين في تقلد المسؤولية والمشاركة". وأشارت الارضية الى أن الانتخابات الجماعية التي شهدها المغرب سنة 2009 سجلت ارتفاعا في نسبة المقاعد التي آلت الى شباب تقل أعمارهم عن 35 سنة حيث انتقلت من 16 بالمائة سنة 2003 الى 18 بالمائة حاليا، كما أن 51 بالمائة من المنتخبين يتوفرون على مستوى تعليمي ثانوي أو عالي مقابل 46 بالمائة سنة 2003. ولاحظت، بالمقابل، أنه على الرغم من وجود إرادة سياسية لإشراك الشباب في تدبير الشأن العام المحلي، فإن نتائج الانتخابات الجماعية الاخيرة أظهرت أن الوضعية على المستوى الوطني "تعرف تفاوتات كبيرة في ما يخص الولوج الى الموارد الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية والثقافية" كما أن السياسات العمومية على المستوى المحلي "لا تأخد بعين الاعتبار تطلعات وحاجيات الشباب". وخلصت الأرضية الى ضرورة خلق فضاءات للتفكير والتشاور حول تقييم مشاركة الشباب في اتخاد القرار وتشخيص العراقيل التي تقف في وجههم والوقوف على المكتسبات التي حققها المجتمع المدني في مجال مواكبة الشبيبة المغربية لجعلها فاعلا في التنمية البشرية التضامنية.