دعت الجامعة الشبابية للتنمية (الدورة الثالثة) التي اختتمت أشغالها أمس الأحد بآسفي الى تأسيس "مجالس تشاورية للشباب" باعتبارها مجالات للتأمل والتفكير وآلية لتعزيز مشاركة الشباب في تدبير الشأن المحلي. وأكدت توصيات المشاركين في الجامعة التي نظمها على مدى يومين "البرنامج التشاوري المغرب" و"جمعية النهضة بجزولة بحضور فاعلين جمعويين واساتذة جامعيين ومنتخبين ومحليين، أن هذه المجالس التشاورية تعد مكونا اساسيا لتوجيه عمل الجماعات المحلية بما يخدم قضايا الشباب وتمكينهم من الحق في المشاركة. وحث المشاركون أيضا على ضرورة إعداد برامج للتكوين والمواكبة لفائدة المستشارين الجماعيين وخلق بنك للمعطيات بالجماعات المحلية يوثق للتسيير الجماعي المحلي ويتيح إمكانية الولوج الى المعلومات للفاعلين المحليين. كما تمت دعوة الاحزاب السياسية الوطنية الى وضع "ميثاق اخلاقي" يروم رفع نسبة تمثيلية الشباب في الأجهزة الحزبية وكذا حضورهم في قوائم الترشيح لمختلف الاستحقاقات الانتخابية. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أكد السيد احمد عبد الرزاق ممثل "البرنامج التشاوري المغرب" أن تنظيم هذه الجامعة شكل محطة للوقوف على المكتسبات التي تم تحقيقها في مجال إدماج الشباب في الشأن المحلي والتداول في سبل مأسسة مشاركة الشباب في تدبير الشأن المحلي. وقال السيد عبد الرزاق إن النقاشات التي عرفها هذا الملتقى الشبابي تجاوزت اشكالية ولوج الشباب الى القرار المحلي، الى البحث في السبل الكفيلة بتعزيز حضورهم في العمل الجماعي المحلي والارتقاء به وضمان ديمومته. وأشار الى أن "البرنامج التشاوري المغرب" رغبة منه في تقوية الدينامية التي اطلقها من خلال التمويل المشترك لمجموعة من المشاريع والمبادرات الترابية التي تروم جعل الشباب المغربي فاعلا في التنمية البشرية التضامنية تبنى استراتيجية عمل تقوم على خلق اقطاب تشاورية للتفكير المشترك بين الفاعلين داخل البرنامج بغية تطوير الممارسات المدنية وتعزيز حضور الشباب في الشأن المحلي. وقال السيد عبدالرزاق انه تجسيدا لهذا التوجه تم الشروع في خلق اقطاب تشاورية محلية بعدة مدن من المملكة تضم مكونات المجتمع المدني على اختلاف مشاربها، موضحا ان التجربتين الأولتين اللتين رأتا النور بكل من جرادة وتاحناوت أفرزتا نتائج طيبة وشكلتا فضاء للحوار والنقاش بين المسؤولين المحليين وممثلي الهيئات الشبابية. وقد قاربت الجامعة الشبابية للتنمية من خلال موائد مستديرة وورشات موضوعاتية وشهادات لمنتخبين محليين، أسئلة عدة ترتبط بالعوائق التي تحد من مشاركة الشباب في صنع القرار المحلي وصيانة المكتسبات التي حققها الشباب المغربي وسبل جعل اهتمامات وحاجيات الشباب في صلب السياسيات العمومية.