أصدرت (جمعية البحث في التواصل بين الثقافات) ، تحت إشراف أستاذي الاقتصاد إدريس الكراوي وكزافيي ريشي ، مؤلفا تحت عنوان "التنافسية وتراكم الكفاءات في سياق العولمة: مقارنات دولية". ويجمع الإصدار الجديد أشغال الملتقى الدولي حول التنافسية وتراكم الكفاءات في ظل العولمة كانت الرباط قد احتضنته يومي 13 و14 نونبر 2008، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وبشراكة مع جامعتي (محمد الخامس) و(باريس 3 سوربون الجديدة) وبرعاية من وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ووزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة. ويقترح هذا المؤلف (424 صفحة) الذي جاء ثمرة تعاون بين العديد من المؤسسات العمومية والخاصة ومراكز البحث ووكالات التنمية وخبراء، دراسة التجارب التي خاضتها مختلف بلدان غرب أوروبا والمغرب العربي وآسيا ووسط وشرق أوروبا، وإبراز المبادئ الرئيسية التي تخول وضع سياسات صناعية وإقليمية، خاصة في الاقتصادات الصاعدة. كما يسلط الضوء على الإمكانيات المفتوحة أمام سياسات العلوم والتكنولوجيا والتجديد، وأدوات قياس وقيادة السياسات التكنولوجية وحاجيات تعاون المتخصصين والكفاءات في مجال التنمية الصناعية والتكنولوجية. ويطرح المؤلف ، أيضا ، تساؤلات حول الرهانات الجديدة للأشكال الراهنة للأقلمة والتدويل بالنسبة للاقتصادات الصاعدة وأثرها على استراتيجيات وتخصصات الشركات وبناء أقطاب للتنافسية في إطار دينامية التراب وتعبئة الكفاءات ونقل الموارد، مع طرح تساؤلات حول التحديات التي تطرحها الأجيال الجديدة على مستوى النمو والتطور، ليس فقط على الاقتصادات الصاعدة وإنما على مجموع مكونات منظومة الاقتصاد العالمي، في ما يخص الأمن البشري وتدبير تعقيد الاقتصادات والمجتمعات في القرن ال21. ويتمثل الهدف النهائي لهذا المؤلف الجماعي في تعريف محددات تنافسية المقاولات والأمم والتجمعات الإقليمية الكبرى في السياق الحالي لعولمة تعيش حالة أزمة، وإرشاد أصحاب القرار في ما يخص السياسات الأكثر ملاءمة في المجالات الصناعية والترابية والعلمية والتكنولوجية في ضوء التجارب الأكثر نجاحا في العالم. ويعتبر الأستاذان الكراوي (جامعة محمد الخامس أكدال) وكزافيي ريشي (جامعة السوربون الجديدة) أنه في مواجهة العولمة، تبدو الدول-الأمم عاجزة اليوم عن طرح سياسات عمومية إرادية لحماية وبت الدينامية في صناعاتها وخدماتها بالرغم من الظهور المتجدد للوطنية الاقتصادية والتوجهات الحمائية المختلفة التي أطلقتها وشجعتها الأزمة المالية العالمية الحالية.