دعت الندوة الدولية الأولى حول الأمن بإفريقيا التي اختتمت اشغالها أمس السبت بمراكش، الى خلق شبكة دولية لمراكز البحث العاملة في المجال الاستراتيجي والجيوسياسي والأمن وتطوير التعاون الدولي في مجالات العدالة ومكافحة الارهاب. كما حث هذا الملتقى الهام الذي نظمته الفيدرالية الافريقية للدراسات الاستراتيجية بتعاون مع المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية من خلال توصيات توجه بها للمجتمع الدولي، الى التعاون مع الهيئات التابعة للام المتحدة المكلفة بتقديم الخبرات، وذلك من اجل وضع ومواكبة سياسات مكافحة المخدرات. وتمت الدعوة كذلك الى عقد قمة دولية حول المشاكل المرتبطة بالقرصنة باعتبارها من المخاطر الكبيرة المزعزعة للاستقرار، لاسيما ببعض البلدان الساحلية للقارة واعتماد تشريعات تحدد نظم استغلال الموارد البحرية وتعزيز الاجراءات الزجرية الرامية الى مراقبتها. أما التوصيات التي توجه بها الملتقى الى الدول فهمت أساسا المطالبة بتعزيز الامن الثقافي من خلال إجراء مصالحة بين الإثنيات، وخفض حدة التوترات وكذا ملاءمة وسائل الدفاع مع تطور المخاطر وتطوير القدرات الامنية وتوفير تكوينات متخصصة في مجال الأمن، بالإضافة إلى تطوير الحياة الجمعوية باعتبارها إطارا لتكوين الشباب ومدرسة للديمقراطية وتلقين مبادئ الاحترام المتبادل. وبخصوص التوصيات الموجهة الى المنظمات الاقليمية والقارية ، فشملت تعزيز المصالح المشتركة على المستويين الاقليمي والجهوي بما يستجيب للحاجيات اليومية في مجالات الأمن وتحقيق نماء الشعوب ووضع بنيات إقليمية للوساطة قادرة على الاضطلاع بدور تحكيمي بين بلدان القارة وخلق آليات من أجل المساهمة في اعادة بناء البلدان، التي عانت ويلات الحرب. وقد شكلت هذه التوصيات خلاصة نقاشات مكثفة امتدت لثلاثة ايام وانخرط فيها خبراء أمنيون مدنيون وعسكريون وباحثون اكاديميون من أزيد من 60 دولة من بينها42 بلدا افريقيا. وانصبت المناقشات على قضايا ومحاور بالغة الاهمية تتعلق خصوصا ب"التهديدات والهشاشة الأمنية بإفريقيا" و"الإرهاب الدولي وتأثيره على إفريقيا" و"الوقاية من النزاعات وتدبيرها بإفريقيا" و"حكامة القطاع الأمني بإفريقيا".