دعا رئيس الفيدرالية الافريقية للدراسات الاستراتيجية ، السيد محمد بنحمو ، الى إيجاد أجوبة سريعة وشمولية للهشاشات الامنية في القارة الافريقية لاسيما في المرحلة الراهنة المتسمة بتعاظم وتعدد أشكال المخاطر والتهديدات المزعزة للاستقرار. وقال السيد بنحمو في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش أشغال الندوة الدولية الاولى حول الأمن بإفريقيا..تحديات ورهانات" التي تنظمها الفيدرالية بمراكش على مدى ثلاثة ايام ، أن ثمة اليوم وعي جماعي حقيقي لدى المسؤولين الأفارقة والعاملين في مجال الامن بالقارة السمراء بضرورة القيام بشكل مستعجل بصياغة تصور افريقي للتعاطي مع المشاكل الامنية بالقارة ياخذ بعين الاعتبار خصائص كل بلد على حدة وطبيعة التهديدات التي تواجهها القارة وكذا اقتراح المخارج القمينة بضمان استتباب الامن والاستقرار بهذه المنطقة من العالم ورفع التحديات التنموية الكبيرة التي تجابهها بلدانها. واعتبر السيد بنحمو ان استضافة المغرب لهذا اللقاء بناء على قرار اتخذته الفيدرالية في اجتماعها العادي المنعقد شهرغشت الماضي بأديس أبابا ، يعد دليلا على ثقة الافارقة في قدرة المغرب على إعطاء دفعة قوية لعمل الفيدرالية لاسيما في ظل المناخ الديمقراطي الذي يعرفه وانخراطه الكلي في القضايا الافريقية. كما يعد اللقاء الذي تشارك فيه 72 دولة منها 42 بلدا افريقيا ،يضيف السيد بنحمو، ،تأكيد للدور الهام الذي يظطلع به المغرب في استباب الامن والاستقرار في القارة السمراء التي تعد العمق الاستراتيجي للمملكة. وأبرز رئيس الفيدرالية الافريقية للدرسات الاستراتيجية أن اهمية هذا اللقاء " تكمن في كونه الوحيد الذي ينظم حتى الآن من طرف هيئة افريقية في ارض إفريقية ويناقش بشكل واسع كل قضايا الامن التي تهم القارة بغية إيجاد أجوبة افريقية على التساؤلات التي تطرحها المرحلة في الجانب الامني والمرتبطة بإفريقيا". واضاف ان هذه النقاشات ستتيح للمشاركين الذين يمثلون مشارب مختلفة ،تعميق البحث في القضايا التي تهم القارة بالدرجة الاولى ، وخلق مناخ جديد يخدم الامن والاستقرار ببلدانها. واشار السيد بنحمو في هذا الصدد الى انه عادة ما تنظم مثل هذه اللقاءات من طرف جهات غير إفريقية "ويستدعى لها الافارقة فقط للاستماع دون إشراكهم في رسم ملامح المسقبل الذي يريدونه والذي يعنيهم في المقام الاول". من جانب آخر كشف السيد بنحمو أن هذه الندوة الدولية للفيدرالية الافريقية ستتداول في تثبيت القرار المبدئي الذي اتخذ في أديس أبابا والقاضي بنقل مقرها الدائم الى المغرب ، معتبرا ان هذا القرار يعد مكسبا آخر من شأنه تعزيز حضور الممكلة في مختلف واجهات العمل الافريقي. يشار إلى أن الندوة ، التي تتواصل اشغاله بالمدينة الحمراء، يهدف، على الخصوص، إلى تشجيع الحوار بين ممثلي الدول المشاركة، وذلك بالنظر إلى حجم وطبيعة الرهانات الاقتصادية والبيئية والأمنية بإفريقيا التي تزداد تعقدا وتتطور باستمرار. وتناقش هذه الندوة الدولية التي انطلقت اول امس ، عدة محاور منها "التهديدات والهشاشة الأمنية بإفريقيا" و"الإرهاب الدولي وتأثيره على إفريقيا" و"الوقاية من النزاعات وتدبيرها بإفريقيا" و"حكامة القطاع الأمني بإفريقيا".