سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبير: وجود «حركة تمردية» مثل البوليساريو يمكن أن يخلق صومالا أخرى 16 اتفاقية شراكة خلال الندوة الدولية الأولى للفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية
قال شارل سان بروت، مدير مرصد الدراسات الجيو سياسية بباريس والخبير في العلاقات الدولية، إن وجود «حركة تمردية» جبهة البوليساريو في منطقة يتهددها الإرهاب عامل اضطراب يمكن أن يخلق صومالا أخرى بالمنطقة، معتبرا خلال الندوة الدولية الأولى، التي نظمتها الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية على مدى الخمسة أيام الماضية بمدينة مراكش، بمشاركة ما يقارب من 150باحثا وخبيرا ومختصا، أن هذا النزاع الذي عمر كثيرا هو أكبر عائق في وجه اتحاد المغرب العربي والتنمية الإقليمية بالمنطقة. من جهته، رأى أستاذ علم الإجرام بجامعة باريس الثانية كريستوف نودان في «الاتحاد من أجل المتوسط»، التكتل الإقليمي القادر على التفاعل بإيجابية مع تحديات المرحلة، خصوصا في شقها الأمني، إذ من شأنه الحد من أخطار الجماعات الإرهابية التي بدأت تجد في المنطقة بيئة مناسبة للتوسع والانتشار والمناورة. وقامت الندوة باستصدار توصيات إلى الحكومات والمنظمات والمجتمع الدولي تدعوها إلى دعم جهود حفظ الأمن والاستقرار بدول المنطقة، وحثت المشاركين على جعل هذا الموعد السنوي فرصة لتبادل الخبراء الأفكار والتصورات حول قضايا القارة والتفكير الجماعي في حلول لها. وتبنت الفيدرالية، خلال الندوة ذاتها، مبادرة إنشاء مركز استراتيجي للدراسات بجزر المحيط الهندي سيهتم أساسا بالقضايا المرتبطة بالهجرة غير الشرعية ونهب الثروات البحرية والقرصنة. وفي سياق حديثه عن أهمية احتضان المغرب لهذه الندوة، أكد محمد بنحمو، رئيس الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية، أن استضافة المغرب لهذا اللقاء تعد تنفيذا لقرار اتخذته الفيدرالية في اجتماعها العادي المنعقد شهر غشت الماضي بأديس أبابا، كما أنه دليل على ثقة الدول الإفريقية في قدرة المغرب على إعطاء دفعة قوية لعمل الفيدرالية، ومكسب للمملكة المغربية التي تعتبر القارة الإفريقية عمقا استراتيجيا لها يهمها التواجد فيه. هذا في انتظار تثبيت القرار القاضي بنقل مقر الفيدرالية الدائم إلى المغرب، والذي اتخذ في الاجتماع الأخير. وأضاف بنحمو أن هذه أول مرة تنظم فيها ندوة من هذا الحجم فوق أرض إفريقية وبمبادرة من فاعلين أفارقة، يتداولون مشاكل قارتهم ويقدمون تصوراتهم ومقترحاتهم لتجاوزها، مبرزا أن العادة كانت دائما هي دعوتهم للحضور والاستماع دون مشاركة في صناعة مستقبل قارتهم الذي يعنيهم هم في المقام الأول. وقد اتفق المتدخلون، خلال الندوة، على ضرورة الانكباب الجاد والتفكير الموضوعي في كل جوانب الإشكاليات التي تطرحها القضايا المعروضة عليها من خلال البحث في الأسباب الداخلية التي تفرزها والعوامل الخارجية التي تساعدها على الانتشار. كما أكد الخبراء المشاركون على ما يشكله التدبير السلمي لتداول السلطة والتحلي بالقيم الكونية لحقوق الإنسان واعتماد آليات دائمة للنقد الذاتي من ضمانة لاستتباب الأمن في المنطقة واستفادة القارة من طاقاتها في خلق التنمية الحقيقية ومحاربة آفات لا زالت تلاحقها كالفقر والمجاعة والحروب الأهلية. الندوة التي ناقشت بعض عروضها الأزمة الغينية، استحضرت في هذا السياق المشاركة المغربية في إيجاد حل لها وجهود المغرب، رغم عدم عضويته في الاتحاد الإفريقي، في الوصول إلى اتفاق «واغادوغو» الموقع منتصف يناير بين أطراف النزاع. اليوم الأخير من هذه الندوة عرف توقيع «المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية» لست عشرة اتفاقية شراكة مع مراكز أبحاث ودراسات دولية من مختلف البلدان، بهدف خلق وتثبيت تقاليد للتعاون العلمي وتبادل الخبرات والتجارب، وإنشاء برامج بحث مشتركة ومتكاملة وواسعة تضطلع بالتفكير والانكباب على التحديات التي تواجه المنطقة على المستوى الأمني، الاقتصادي، البيئي والاستراتيجي عموما.