وجه المغرب إلى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة يشير فيها الى أن الجزائر تضع عراقيل في مسار المفاوضات حول الصحراء. هذا في الوقت الذي أكد فيه الخبير الفرنسي شارل سان برو، مدير مركز الدراسات الجيو سياسية بباريس أن النزاع حول الصحراء المغربية يعيق تفعيل الاتحاد المغاربي باعتباره ضرورة لتنمية المنطقة وتحقيق التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني. اتهم المغرب الجزائر وجبهة البوليساريو بإعاقة المفاوضات حول مستقبل الصحراء المغربية، وذلك في رسالة وجهها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال وزير الخارجية الطيب فاسي الفهري في الرسالة أن «الجزائر والبوليساريو، يواصلان الاستراتيجية التي ينهجانها في العرقلة ووضع الشروط وتحريف مسلسل المفاوضات عن مساره». واتهم المغرب الجزائر أيضا بالقيام «بالدعاية والحملات الممنهجة حول قضية حقوق الإنسان» على أساس حالات معزولة، في إشارة الى الإضراب عن الطعام الذي أعلنته أمينتو حيدر العام الماضي. ويسعى الموفد الخاص للأمم المتحدة كريستوفر روس إلى تنظيم «اجتماع غير رسمي» خامس بين المغرب والبوليساريو، بحضور مراقبين جزائريين وموريتانيين. ومن جهته، أكد مدير مركز الدراسات الجيو سياسية بباريس شارل سان برو أن النزاع حول الصحراء المغربية يعيق تفعيل الاتحاد المغاربي «الضروري للمنطقة ولتنمية التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني بين بلدان شقيقة». واعتبر الخبير الفرنسي، في مداخلة له قدمها في إطار الندوة الدولية الأولى حول «الأمن في إفريقيا: تحديات وآفاق» التي افتتحت أول أمس بمراكش، أن الوضع الحالي بمنطقة المغرب العربي سيؤدي الى تأخرها عن ركب العولمة ويبقيها منطقة لانعدام الأمن. وأكد برو أن التعاون بين بلدان المغرب العربي يعد «ضرورة أيضا في المجال الأمني، بالنظر الى المخاطر الجديدة لزعزعة الاستقرار والتي تتسبب فيها المجموعات المافيوية والإرهابية في فضاء منطقة الساحل والصحراء». ويرى الخبير الفرنسي أنه من الضروري، ولما فيه مصلحة كل بلدان المنطقة، طي صفحة هذا المشكل المفتعل الذي يساهم في تزايد حدة مخاطر انعدام الأمن والتي «انضافت الى العوامل العديدة الأخرى المسببة للمخاطر في منطقة الساحل». وخلص برو الى أن «الحل بسيط والكل يعلمه: ألا وهو نزع سلاح البوليساريو وإيجاد تسوية نهائية على أساس مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب». وأكد شارل سان برو، في هذا السياق، أن استمرار هذا النزاع والتوترات التي لاطائل منها، والتي يخلفها وجود ميليشيات مسلحة غير مراقبة أكثر فأكثر، «ينطوي على انعكاسات جيو-سياسية هامة»، معتبرا أنه ينبغي الكف عن التعاطي مع قضية الصحراء وفق مخططات متقادمة وأهداف إيديولوجية متجاوزة، لأنه «من الواضح أن دولة صحراوية منفصلة عن المغرب ستكون، ليس فقط غير شرعية، ولكن خطيرة أيضا لأن ذلك سيشكل سابقةوخيمة العواقب وخطرا يهدد ببلقنة المنطقة برمتها». وأوضح الخبير الفرنسي أنه في الوقت الذي يعي فيه الجميع ضرورة بناء تجمعات كبرى تحفز الاندماج والتعاون بين البلدان، سيكون من المؤسف معاينة تكاثر دويلات مصطنعة»، مضيفا أن وجود مجموعة شبه عسكرية مثل «البوليساريو» يضيف خطرا آخر لعدم الاستقرار في منطقة «تعد فريسة للجريمة الكبرى». يشار إلى أن هذا الملتقى، الذي تتواصل أشغاله بالمدينة الحمراء، يهدف على الخصوص إلى تشجيع الحوار بين ممثلي الدول المشاركة، وذلك بالنظر إلى حجم وطبيعة الرهانات الاقتصادية والبيئية والأمنية بإفريقيا التي تزداد تعقدا وتتطور باستمرار. ويعرف الملتقى، الذي تنظمه الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، مشاركة أزيد من150 خبيرا وأخصائيا مدنيا وعسكريا، يمثلون60 بلدا من مختلف أنحاء العالم سيناقشون عدة محاور؛ منها «التهديدات والهشاشة الأمنية بإفريقيا» و«الإرهاب الدولي وتأثيره على إفريقيا» و«الوقاية من النزاعات وتدبيرها بإفريقيا» و«حكامة القطاع الأمني بإفريقيا».