أبرز خبراء دوليون رفيعو المستوى، اليوم الأربعاء بمراكش أثناء مشاركتهم في ندوة دولية حول "التعبات الجيوبوليتيكية والاستراتيجية للثورات العربية"، خصوصية النموذج المغربي في مجال الإصلاحات بالنسبة لعالم عربي في تحول. وشكلت هذه الندوة، المنظمة بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية، مناسبة للعديد من الخبراء ومسوؤلي مراكز الدراسات الاستراتيجية الأوروبية والأمريكية، للتأكيد على أن المغرب قطع أشواطا هامة في مسار إرساء الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، نوه المدير العام للمعهد الملكي البلجيكي للعلاقات الدولية، مارك ترانتيسو، بمسلسل الإصلاحات التي يباشرها المغرب، ملاحظا أن هذه التحولات العميقة توجت مؤخرا بالإصلاحات الدستورية، واصفا إياها ب`"الجريئة". وأشار ترانتيسو إلى أن الحوار بالمملكة المغربية "كان موجودا على الدوام بين السلطة والشعب، ومكن من تحقيق تطور جد ملموس، عكس ما يجري ببعض الدول العربية". وبنفس النبرة، أكدت إيليزا فابيان بلاتزير، جامعية نمساوية وعضوة البرلمان الأوروبي، أن المغرب يعرف تحولات تاريخية تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، معتبرة أن من شأن الإصلاحات الدستورية الأخيرة إعطاء دينامية جديدة لمسلسل الإصلاحات بالمملكة المغربية. وبعد أن أشارت إلى أن المغرب يعد نموذجا يحتدى به على مستوى العالم العربي في هذا المجال، أكدت فابيان بلاتزير، أن "التحولات الاستراتيجية التي يباشرها المغرب ستعطي قريبا ثمارها"، مذكرة بأن الاتحاد الأوروبي نوه بشكل كبير بهذه التحولات والإصلاحات. من جانبه، قال رئيس الجامعة الأورو-متوسطية، جوزيف ميفسود (سلوفانيا)، إن المغرب حقق تحولا كبيرا في تاريخه من خلال الإصلاحات الدستورية الأخيرة، معتبرا أن هذه الإصلاحات ستعزز ريادة المملكة المغربية في مجال الديمقراطية بالمنطقة وستشكل نموذجا يحتدى به بالنسبة للعديد من الدول العربية. وقال ميسفود إن التحولات التي تشهدها العديد من الدول العربية سيكون لها وقع على الأمن بالحوض المتوسطي. من جهته، وصف مؤسس المركز الدولي لمكافحة الإرهاب (هولندا)، باولو دوماس، التجربة المغربية ب`"الخاصة" والتحولات التي يعرفها ب`"الإيجابية". وأكد أن من شأن هذه التحولات والإصلاحات تعزيز الديمقراطية ودولة الحق والقانون وضمان التنمية بالمغرب، موضحا أن التجربة المغربية تعد نموذجا يحتدى به من قبل باقي الدول العربية. وناقش المشاركون مواضيع همت "التحديات الاستراتيجية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، و"وقع التحولات بالعالم العربي حول الأمن بالحوض المتوسطي"، و"التحولات والاستقرار بشمال إفريقيا (النزاع الليبي)"، و"الإرهاب والجريمة غير الوطنية : تهديد للديمقراطية"، و"وقع الثورات العربية بالنسبة للدول العظمى" و"من أجل رؤية جديدة حول الأمن بالحوض المتوسطي".