أكد المشاركون في افتتاح الندوة الدولية حول موضوع "التفكير الاستراتيجي ومراكز الفكر في البلدان العربية" ،اليوم الخميس بالرباط ،على أهمية إنشاء ودعم مراكز الدراسات الاستراتيجية والتفكير (تينك تانك) بالبلدان العربية. وأبرز المشاركون في افتتاح اللقاء الذي ينظمه مركز الدراسات الاستراتيجية والحكامة بجامعة محمد الخامس-السويسي بتعاون مع المجلة المغربية للتدقيق والتنمية والمركز الجامعي الأوروبي،أن تلك المراكز بإمكانها أن تلعب دورا مهما في إغناء النقاش والمساهمة في صياغة وبلورة أنجع السياسات العمومية. وقال رئيس جامعة محمد الخامس-السويسي السيد الطيب الشكيلي،في كلمة تليت بالنيابة عنه بهذه المناسبة،أن الدول العربية ومنها المغرب في حاجة ماسة لمراكز التفكير من أجل المساهمة في النهوض بميدان الحكامة. وتطرق ،في هذا الصدد ،إلى واقع مراكز التفكير بالبلدان العربية بالمقارنة مع تجارب نظيرتها بالبلدان الغربية،مبرزا أن هاته المراكز تساهم بشكل كبير في تقييم طرق عمل المؤسسات العمومية بهدف تعزيز قدراتها،وكذا في تقديم المساعدة إلى البرلمان والحكومة. من جهته،أبرز عميد كلية الحقوق بالمحمدية السيد امحمد الداسر أن مراكز التفكير تقدم ،من خلال الأبحاث التي تقوم بها ،توصيات مهمة حول المشاكل التي تعترض تطبيق السياسات الحكومية وكذا إجراء تقييم للبرامج العمومية،فضلا عن كونها تسهم في خلق شبكات لتبادل الأفكار. وأضاف أن هذه المؤسسات المخصصة للبحث المستقل وبلورة اقتراحات خلاقة حول السياسات العمومية أضحت أداة لا محيد عنها بالنسبة للمشهد السياسي،لكونها تساهم في جعل الديمقراطية واقعا ملموسا،الأمر الذي يفسر تطور استخدام مفهوم مراكز التفكير في المجال السياسي ويؤشر على أنه سيكون أمامها مستقبل واعد. بدوره،شدد السيد عبدو اللاي كيتا مدير العلاقات الخارجية بفدرالية جامعة بدون حدود والكاتب العام المنظمة الدولية للشتات الإفريقي،على استقلالية مراكز الدراسات الاستراتيجية والتفكير اتجاه المصالح الخاصة والعامة،وفي ما يخص مجال تمويلها. وأضاف أن البلدان الإفريقية في حاجة إلى مثل هاته المراكز من أجل القيام بتحليل موضوعي،مرتكز على منهجة علمية،للمشاكل التي تواجه هاته البلدان،مؤكدا على دورها الأساسي في إنتاج المعلومات والمعطيات الضرورية لإغناء النقاش الوطني حول الاختيارات الممكنة في مجال السياسات العمومية. من جهته،أشار السيد محمد حركات مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والحكامة،إلى أن هاته الندوة تسعى إلى الإجابة عن تساؤلات تتعلق بسياق تطور وتنظيم مراكز التفكير وللأطر والكفاءات وإمكانيات التمويل التي يتعين توفرها في هاته المراكز،ونظام تقييم أدائها. وسينكب المشاركون في هذا اللقاء الذي يستمر يومين،على مناقشة عدد من القضايا تتمحور حول "النمادج والتجارب الأجنبية والعربية في التحليل الاستراتيجي ودورها في صياغة ومتابعة السياسات العمومية"،و"إسهامات مراكز الدراسات الاستراتيجية في تنمية القدرات المؤسساتية للدولة والتنمية الإنسانية الشاملة في البلدان العربية"،و"حالة الأمكنة وممارسات التحليل الاستراتيجي وبيوت الخبرة والاستشارة في البلدان العربية"،و"إكراهات وآفاق إصلاح مراكز الدراسات الاستراتيجية في البلدان العربية". ويشارك في هذه الندوة التي تنظم بتعاون ،أيضا ،مع جامعة بدون حدود،والمنظمة الدولية للشتات الإفريقي،وكلية الحقوق بالمحمدية،والمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والحكامة الشاملة،بمساعدة من المؤسسة الألمانية (هانس سايدل)،وسفارة فرنسا بالمغرب،عدد من الخبراء والباحثين مغاربة وأجانب.