انخرطت فعاليات المجتمع المدني ومختلف القبائل الصحراوية بإقليم السمارة من خلال التجمعات واللقاءات التواصلية التي تنظمها، منذ انطلاق حملة الاستفتاء، من أجل تعبئة شاملة للتصويت بنعم على الدستور الجديد. ويجسد هذا الانخراط الذي تعبأت له مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية، مدى الوعي الذي يطبع ساكنة هذه الربوع لتلبية النداء الوطني، واقتناعهم الراسخ للمساهمة في استكمال بناء دولة الحق والمؤسسات الديمقراطية، وترسيخ مبادئ وآليات الحكامة الجيدة. وأجمعت عدد من الفعاليات في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء على الإشادة بمشروع الدستور الجديد الذي يستجيب بشكل واسع لانتظارات المغاربة، داعية كافة المواطنات والمواطنين إلى الإقبال المكثف على مكاتب الاقتراع للتصويت "بنعم" على هذا المشروع. وفي هذا الإطار اعتبر رئيس منتدى الساقية الحمراء ووادي الذهب للديمقراطية والتنمية السيد عمر الدخيل أن الدستور مرحلة هامة في تاريخ المغرب من أجل تكريس دولة المؤسسات وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، مبرزا أن هذا الدستور جاء بمقتضيات جريئة تستدعي تعبئة شاملة للتحسيس بمدى أهميتها في تنمية الوطن وتعزيز مكانته ضمن الدول المتقدمة. وأوضح السيد الدخيل أن اللقاءات التواصلية والتجمعات التي ينظمها المنتدى بمختلف الأقاليم الجنوبية تجسد التعبئة الشاملة والوعي الكبير الذي يتسم به المجتمع المدني وقناعته الراسخة بالدور الفعال الذي يجب أن يضطلع به كشيرك أساسي للحفاظ على المكتسبات التي حققها المغرب، داعيا إلى التصويت بنعم على الدستور الجديد الذي جاء من أجل ترسيخ مبادئ وآليات الحكامة الجيدة، والمواطنة الكريمة، والعدالة الاجتماعية. ومن جانبها اعتبرت السيدة رجاء حباد عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية أن الدستور الجديد "جد متقدم لكونه جاء بمجموعة من الإصلاحات الجوهرية التي تهدف إلى الحفاظ على المكتسبات، وتحقيق مساواة المرأة والرجل في مختلف الحقوق وتقوية السلطة التنفيذية، والرقي بالمجلس الدستوري إلى محكمة دستورية، وتكريس مبدأ المحاسبة والحكامة الجيدة". وأشادت السيدة رجاء حباد بدسترة الأمازيغية كلغة رسمية للمملكة، إلى جانب اللغة العربية والنهوض بكافة التعبيرات اللغوية والثقافية المغربية، وفي مقدمتها الحسانية، كثقافة أصيلة للأقاليم الصحراوية داعية المواطنين والمواطنات إلى الإقبال بكثافة على مكاتب الاقتراع والتصويت بنعم على الدستور. وعبرت عن يقينها "أن الدستور الجديد كفيل بتحقيق طموح المغاربة وتعزيز دولة الحق والقانون"، مشددة في نفس الوقت على "ضرورة إعادة النظر في دور الأحزاب والنخب السياسية وهياكلها من أجل بلوغ الهدف المنشود والرقي بهذا الوطن إلى مصاف الدول الديمقراطية. ومن جهته اعتبر السيد محمد لمين الراكب رئيس جمعية العائدين للوحدة والتنمية بالسمارة الدستور الجديد "قفزة نوعية نحو تكريس الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات"، مبرزا أن هذا الدستور جاء بإصلاحات كفيلة بتوفير العدل والمساواة وفصل السلط وتخليق الحياة العامة وتحقيق الشفافية والحكامة الجيدة. وأوضح أن المسيرة التي تم تنظيمها بالسمارة على غرار باقي أقاليم المملكة بمشاركة كافة فعاليات المجتمع المدني وشيوخ القبائل الصحراوية من مختلف الأعمار تجسد الانخراط الكبير لساكنة هذا الإقليم من أجل التصويت على مشروع الدستور الجديد. وقال إن التصويت بنعم للدستور "نابع من قناعتنا التامة نحن العائدين إلى أرض الوطن"، باعتباره ثورة هادئة تستجيب لطموحات الشعب المغربي من جهة، ودعما لمسلسل الإصلاحات التي يشهدها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس". ومن جهة أخرى أبرزت فاطمة السيدة في كلمة باسم مفتشية حزب الاستقلال بالسمارة خلال تجمع تعبوي نظمه الحزب بالمركز الثقافي بمدينة السمارة تنصيص الدستور الجديد على مبدأ المساواة بين الرجال والنساء في الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعلى مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين وضمان تمتع النساء بهذه الحقوق عبر إنشاء هيأة مناصفة ومكافحة التمييز، داعية المواطنين والمواطنات للتصويت "بنعم" على مشروع الدستور الجديد. وأضافت فاطمة السيدة وهي أيضا فاعلة جمعوية أن مشروع الدستور الجديد "يؤسس لبناء مغرب جديد مبني على التعايش والتعددية، ويمثل نموذجا في العالم الإسلامي والعربي والإفريقي".