شهدت عدة مدن مغربية ، أمس الأحد ، مسيرات شعبية حاشدة تأييدا لمشروع الدستور الجديد الذي سيعرض على استفتاء شعبي يوم فاتح يوليوز المقبل. ففي مراكش نظم آلاف المواطنين ، من مختلف الأعمار ، مسيرة شعبية انطلقت من ساحة الكتبية بجامع الفنا مرورا بشارع محمد الخامس الى ساحة 16 نونبر بحي جيليز، وذلك بمشاركة فعاليات المجتمع المدني وجمعيات مهنية وحقوقية من مراكش ونواحيها وبعض التنظيمات الحزبية، داعين فيها الى التصويت ب"نعم" على مشروع الدستور الجديد . وردد المشاركون في هذه التظاهرة الشعبية الكبرى، عدة شعارات من قبيل " الشعب المغربي يقول نعم للدستور" و"الشعب المغربي بكامله وراء صاحب الجلالة" و"نعم للدستور الجديد"، وهي شعارات تعكس التعلق الراسخ للشعب المغربي بالاسس والاختيارات الإستراتيجية والديمقراطية للمملكة . وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للانباء، أجمع عدد من ممثلي التنظيمات الجمعوية والسياسية على أن مشروع الدستور الجديد يعد منعطفا حاسما في التاريخ المعاصر للمملكة لأنه سيرتقي بالمغرب ها الى مصاف الدول الديمقراطية، داعين كافة الشرائح المجتمعية الى التعبئة الشاملة من أجل للتصويت بالإيجاب على مضامينه. وبمدينة العيون نظمت فعاليات المجتمع المدني مسيرة مؤيدة لمشروع الدستور الجديد شارك فيها المئات من شباب ونساء وشيوخ مدينة العيون . وردد المشاركون في هذه المسيرة ، الذين كانوا يحملون خلالها العلم الوطني وصور جلالة الملك محمد السادس ، شعارات تؤيد مشروع الدستور الجديد وتدعوا الى التصويت بنعم عليه. وبهذه المناسبة أبرز عضو اللجنة التحضيرية للحركة العالمية لدعم قضية الصحراء واستكمال الوحدة الترابية السيد رشيد ابدار أن مشاركتهم في هذه المسيرة تأتي تاييدا لمشروع الدستور الجديد والتعبير عن ارتياحهم للتعديلات التي جاء بها هذا المشروع "الضامن للحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية". وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء ان الاصلاحات العميقة التي جاء بها مشروع الدستور الجديد تشكل ورشا كبيرا لتعزيز المسلسل الديموقراطي والتنموي الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس بعزم وتبات منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، داعيا الشباب ومختلف مكونات المجتمع المدني الى الانخراط بكثافة في تفعيل هذا الميثاق الدستوري والتصويت لفائدته يوم الاقتراع . وفي مدينة تملالت نظمت فعاليات المجتمع المدني من جمعيات سكنية وتنموية ونسائية ورياضية تجمعات وأمسيات مماثلة في عدد من شوارع وأحياء المدينة ، تميزت بتقديم مشروع الدستور الجديد وتفسير بعض فصوله وإبراز ما جاء به من آليات الحكامة الجيدة والمراقبة فضلا عن توسيع نطاق الحريات وتكافؤ الفرص بين جميع فئات المجتمع. ومن جهة أخرى أجمعت أحزاب الأصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتجمع الوطني للأحرار واليسار الأخضر المغربي والحركة الشعبية وجبهة القوى الديموقراطية والتقدم والاشتراكية بالإقليم إلى جانب كل فعاليات المجتمع المدني على رغبتها الأكيدة في المشاركة الإيجابية في استفتاء فاتح يوليوز بالتصويت بنعم على مشروع الدستور. وبمدينة العطاوية الواقعة على بعد نحو 30 كلم شمال شرق قلعة السراغنة ، حاضرة الإقليم ، نظمت فعاليات المجتمع المدني من جمعيات سكنية وتنموية ونسائية ورياضية تجمعات وأمسيا دعت خلالها سكان المدينة إلى المشاركة الإيجابية في استفتاء فاتح يوليوز ، والتصويت بنعم لفائدة مشروع الدستور الجديد. وقد انضم المجلس البلدي للمدينة برئاسة السيد عبد الرزاق الورزازي الداعم لهذه الفعاليات ، إلى تجمعها الشعبي وسط المدينة تعبيرا عن انخراطه وتأييده لهذه المبادرة ، خاصة وأن المجلس ساهم ، قبل ذلك ، في تعبئة السكان من أجل سحب بطائقهم الإنتخابية والدعوة إلى المشاركة بكثافة في هذه الاستشارة الشعبية الرامية إلى دعم مسلسل الديموقراطية المحلية. ونظمت جمعيات السكان والبيئة والثقافة والرياضة والمرأة والتنمية المستدامة ، لقاءات تواصلية وتجمعات شعبية تهدف إلى شرح مضامين المشروع الدستوري الجديد الذي يستجيب لتطلعات الشباب ورغبتهم في التغيير المنشود والذي يتمثل في تحقيق الديموقراطية الحقة المنبنية على الحرية والكرامة والمساواة وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية من أجل بناء المشروع المجتمعي المغربي الحداثي تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وشددت الجمعيات المشاركة على ضرورة المشاركة المكثفة والإيجابية ، حتى يكون سكان مدينة العطاوية الفتية ، قد ساهموا إلى جانب كل المغاربة من طنجة إلى لكويرة في بناء مغرب المستقبل الموحد في هويته ، بمختلف مكوناتها وخصوصياتها ، والمتماسك في قضاياه الوطنية المقدسة ، وفي مقدمتها قضية وحدته الترابية التي يختزلها شعاره الخالد : "الله ، الوطن ، الملك". وبمدينة خريبكة خرج آلاف المواطنين في مسيرات شعبية جابت الشوارع الكبرى للمدينة تأييدا لمشروع الدستور الجديد حيث رفع المشاركون شعارات تحث الساكنة على المشاركة بكثافة في اقتراع فاتح يوليوز والتصويت بنعم على مشروع الدستور الجديد. وتميزت هذه المسيرات ، على الخصوص ، بمشاركة أسراب الفروسية التقليدية " الفنطازيا " إلى جانب السيارات والدراجات النارية وهي تحمل الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك مما يؤكد التلاحم القائم بين مختلف مكونات المجتمع المغربي.