شهدت مختلف المدن المغربية تظاهرات ومسيرات احتفالية حاشدة، نهاية الأسبوع الجاري، تعبيرا عن التأييد لمشروع الدستور الجديد. وبدأت هذه المسيرات مباشرة بعد خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الجمعة المنصرم، حيث خرج عشرات الآلاف من المواطنين يجوبون مختلف شوارع المدن، راجلين أو على متن سيارات ودراجات نارية، في حركة عفوية للتعبير عن التأييد للدستور الجديد. وتواصلت هذه المسيرات يومي السبت والأحد بكل تلقائية وعفوية، وشكل موضوع الدستور محور النقاشات واللقاءات، التي شهدتها مختلف تلك التجمعات والمسيرات، التي تزامنت بدورها مع عقد مختلف الهيئات الحزبية والسياسية الوطنية اجتماعات للبحث والتقرير في موقفها من الدستور الجديد، وهي المواقف التي جاءت في غالبيتها مؤيدة ومساندة لهذا المشروع، الذي يروم إدخال المغرب إلى عهد جديد. وفي مدن فاس والرباط والدارالبيضاء، خرج عشرات الآلاف من المواطنين تعبيرا عن تأييدهم لهذا النص الدستوري، الذي سيدخل المغرب عهد الديموقراطية والحداثة من بابه الواسع. وأكد عدد من المتظاهرين، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، على اعتزازهم بمضامين الخطاب الملكي السامي، واستيعابهم الجيد لآفاق التوجه الدستوري الجديد للمملكة، معبرين عن استعدادهم دون تردد للتصويت لصالحه. وقال فاعلون من الجمعيات المدنية أن المشروع المعروض حاليا للاستفتاء الشعبي، سيشكل نقطة تحول عميق في التاريخ المعاصر للمغرب، وسيبوئه المكانة اللائقة به ضمن البلدان الديموقراطية في العالم، خاصة على الصعيد الإفريقي والعربي والمنطقة المتوسطية. كما شددت نساء مشاركات في هذه المسيرات على كون مضامين الخطاب الملكي تعزز الثقة الكاملة في التوجهات الكبرى للدولة من أجل تعزيز مكتسبات المرأة المغربية، وفتح آفاق أرحب أمامها بتحقيق العدالة والمساواة بين كافة مكونات المجتمع المغربي. وفي مراكش ردد المشاركون في مسيرة انطلقت أمس من ساحة الكتبية وجابت شارع محمد الخامس، شعارات التأييد لمشروع الدستور الجديد، والتصويت بنعم على ما تضمنه من إصلاحات سياسية. وعبرت الفعاليات السياسية والجمعوية، التي شاركت في المسيرة، عن فرحتها لكون الدستور الجديد كفيلا بالحفاظ على كرامة المواطنين وضمان المساواة بين جميع مكونات المجتمع المغربي، الذي سيدخل عصر الحداثة. وأشاد المواطنون، الذين كانوا يحملون صور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والأعلام الوطنية واللافتات المؤيدة، بالدستور الجديد ، معبرين عن فرحتهم بمضامين الخطاب الملكي، وبما جاء فيه من تعديلات جوهرية ستدعم مسلسل البناء الديمقراطي بالمغرب. وفي مدينة الصويرة، خرج المئات من المواطنين الصويريين مساء الأحد، إلى شوارع المدينة، للتعبير عن تأييدهم لمشروع الوثيقة الدستورية الجديدة. ورفع المواطنون، الذين يمثلون كافة فئات المجتمع، صورا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأعلاما وطنية ولافتات كتب عليها "نعم للدستور الجديد"، و"نعم لدستور الاستقرار"، معبرين عن ارتباطهم الوثيق بالعرش العلوي المجيد. وعبر سكان الصويرة، الذين شكلوا غالبية الموكب الذي جاب شوارع المدينة، عن امتنانهم العميق لصاحب الجلالة، بفضل الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب، والتي تشكل مرحلة جديدة على درب إرساء المؤسسات الديمقراطية وبناء دولة القانون. وشارك مهنيو سيارات الأجرة بالأعلام الوطنية في التعبير عن تأييدهم لهذا الحدث التاريخي وهم يهتفون "عاش الملك". وشهدت مدينة آسفي، بعد ظهر، أول أمس الأحد، مسيرات شعبية حاشدة، تأييدا لمشروع الدستور الجديد، وجاب المواطنون المشاركون في هذه المسيرات، على الأقدام، وعلى متن مختلف عربات النقل الخفيف، كل دوائر المدينة البالغ عددها 14 دائرة، رافعين العلم الوطني، وصور جلالة الملك، وهم يهتفون "نعم للدستور". كما تجمعت حشود كبيرة أمام مبنى عمالة الإقليم، مرددة الهتافات نفسها والشعارات المؤيدة لمضامين الخطاب الملكي.