خرج الآلاف من سكان مدينة الجديدة، رجالا ونساء، شيبا وشبابا، مساء الجمعة الماضي، في مسيرات جماهيرية عفوية، جابت شوارع عاصمة المدينة، للتعبير عن الابتهاج والرضى، مباشرة عقب إعلان جلالة الملك محمد السادس عن مشروع التعديل الدستوري. وغصت شوارع المدينة بالآلاف من المواطنين، الذين تدفقوا من مختلف الأحياء والتجمعات السكنية، وساروا جنبا إلى جنب مع السيارات والدراجات النارية، حاملين اللافتات والأعلام الوطنية، وصور جلالة الملك، في اتجاه ساحة مركز الجديدة، حيث تجمعت الحشود، التي بلغ عددها، حسب تقديرات مصدر مسؤول، ما يناهز 10 آلاف مواطن، فضلا عن مسيرات أخرى، ظلت تجوب بعيدا شوارع المدينة، ما شل حركة السير والجولان في جل المحاور الطرقية. وعاشت المدينة، إلى غاية ما بعد منتصف الليل، عرسا شعبيا، اختلطت فيه زغاريد النساء، ومنبهات العربات، وترديد الشعارات، المعبرة عن البهجة والدعم لمضمون مشروع الدستور. واستقت "المغربية" آراء مواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية، أجمعوا على أن تعديلات الدستور المقترحة جاءت في مستوى تطلعات الشعب المغربي. وقال سامي سلمان، محام بهيئة الجديدة، ومنسق "جمعية الجالية التونسية بالجديدة"، إن "ملك المغرب، على عكس ما يقع في عدد من البلدان العربية، تفاعل مع مطالب شعبه بتعديلات دستورية جذرية وعملية، لا يمكن إلا أن تكون طريقا لتحقيق مزيد من الحرية والكرامة، وتجعل من المغرب دولة ديمقراطية". من جهته، اعتبر لوران كينار، مستثمر فرنسي، ورئيس جمعية الجالية الفرنسية المقيمة بالجديدة، أن "مشروع تعديل الدستور يعبر عن الاختيار، الذي تبناه جلالة الملك، على طريق تحقيق الديمقراطية". وأضاف المستثمر الفرنسي أن الدستور المعدل سيخدم حتما المواطن المغربي، وعلاقات المملكة المغربية مع دول العالم، ويقوي ثقة المستثمرين الأجانب، ويطمئنهم أن المغرب بلد استثنائي.