شهدت عدة مدن مغربية، أول أمس الأحد، مسيرات شعبية حاشدة تأييدا لمشروع الدستور الجديد، الذي سيعرض على استفتاء شعبي، يوم فاتح يوليوز المقبل. ففي مدينة العيون، نظمت فعاليات المجتمع المدني مسيرة مؤيدة لمشروع الدستور الجديد، شارك فيها المئات من شباب ونساء وشيوخ مدينة العيون . وردد المشاركون في هذه المسيرة، الذين كانوا يحملون خلالها العلم الوطني وصور جلالة الملك محمد السادس، شعارات تؤيد مشروع الدستورالجديد، وتدعوا إلى التصويت بنعم عليه. وبهذه المناسبة، أبرز عضو اللجنة التحضيرية للحركة العالمية لدعم قضية الصحراء واستكمال الوحدة الترابية، رشيد ابدار، أن مشاركتهم في هذه المسيرة تأتي تأييدا لمشروع الدستور الجديد، والتعبير عن ارتياحهم للتعديلات، التي جاء بها هذا المشروع "الضامن للحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية". وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الإصلاحات العميقة، التي جاء بها مشروع الدستور الجديد، تشكل ورشا كبيرا لتعزيز المسلسل الديمقراطي والتنموي، الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس بعزم وتبات منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، داعيا الشباب ومختلف مكونات المجتمع المدني إلى الانخراط بكثافة في تفعيل هذا الميثاق الدستوري والتصويت لفائدته يوم الاقتراع . من جانبها، قالت رئيسة جمعية شبكة أطفال عيون الساقية الحمراء، صباح باي، إن مشاركة الجمعية في هذه المسيرة تأتي للتعبير عن دعمها الكامل لمشروع الدستور الجديد الذي يستجيب لتطلعات النساء والشباب على حد سواء، والدعوة إلى المشاركة المكثفة في الاستفتاء والتصويت بنعم على الدستور. وبمدينة فاس، شارك آلاف المواطنين يمثلون المجتمع المدني والأحزاب السياسية والمنظمات النقابية، في مسيرة تأييد لمشروع الدستور الجديد. ورفع المشاركون الأعلام الوطنية، وصور صاحب الجلالة، مطلقين العنان لهتافاتهم المؤيدة لمشروع الدستور. وهيمن شعار "نعم للدستور" على أجواء المسيرة، التي بلغت وهجها بتصميم "تيفو" عملاق بألوان العلم المغربي. وصرح المهدي بلخياط، وهو ناشط جمعوي، لوكالة المغرب العربي للأنباء أن "الدستور الجديد إنجاز كبير سيضع المغرب على سكة توطيد المسلسل الديمقراطي، في إطار مقاربة تشاركية، بناءة ومفتوحة على جميع القوى الحية بالبلاد". وأضاف بلخياط أن هذا الحدث الخالد يشكل دعوة إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية وقيم الدولة المغربية، والالتزام بتعزيز التضامن بين مختلف جهات المملكة، مؤكدا أن خلق ظروف تعبئة مواطنة لترسيخ مكتسبات البلاد يظل الرهان الأكبر الذي يتعين ربحه. ومن جهة أخرى، جرى بذل كل الجهود لتمكين المواطنين بمدينة فاس من سحب بطاقاتهم في أفضل الظروف. وجرى، في هذا الإطار، إحداث لجن متنقلة لتسهيل عملية سحب بطاقات الناخبين على مستوى الأحياء والمناطق المعزولة بفاس. وبمدينة تيفلت، شهد شارع محمد الخامس، مسيرة كبرى شارك فيها المئات من المواطنين من مختلف الهيئات السياسية والنقابية، وجمعيات المجتمع المدني، عبروا من خلالها عن تأييدهم لمشروع الدستور الجديد ودعوا إلى التصويت لفائدته. وبالموازاة مع هذه المسيرة، نظم فرع حزب الاستقلال بالمدينة تجمعا خطابيا تحت شعار "دستور2011 لكل المغاربة"، جدد خلاله الحزب دعمه اللامشروط لمشروع مراجعة الدستور. في كلمة بالمناسبة، أكد كاتب الفرع زين العابدين اعنبو، أن ما تضمنه مشروع الدستور الجديد يجعل القانون الأسمى للمملكة يضاهي دساتير البلدان الديمقراطية العريقة، داعيا سكان مدينة تيفلت إلى المشاركة بكثافة في استفتاء فاتح يوليوز، والتصويت بنعم على الدستور. وفي مدينة آسفي، شارك آلاف المواطنين في مسيرة شعبية، نظمت تحت شعار "نعم للدستور" رفع خلالها المشاركون، الذين قدموا من الدوائر والقرى التابعة لعمالة الإقليم، شعارات تؤكد تأييدهم التام لمشروع الدستور . وجابت المسيرة، التي مرت في أجواء حماسية، شارع كندي باتجاه ساحة الاستقلال، حيث تجمع المشاركون، واستمعوا إلى كلمات عدد من الفعاليات المدنية والسياسية، دعت سكان الإقليم إلى التصويت ب "نعم" على المشروع، الذي جرت صياغته في إطار منهجية تراعي مقترحات وأفكار جل الفاعلين في الحياة العامة بالمغرب. وعبر المشاركون، بهذه المناسبة، عن سعادتهم بهذه اللحظات التاريخية، التي تجسد التلاحم القائم بين العرش والشعب، وتشكل الاستثناء على صعيد المنطقة العربية والإفريقية وجنوب حوض البحر الأبيض المتوسط، مؤكدين أن مشروع الدستور الجديد، سيحقق قفزة نوعية لكافة المغاربة، من خلال مجتمع يسوده القانون وتحفظ فيه كرامة الإنسان. وبإقليم قلعة السراغنة، شاركت مجموعة من الجمعيات الثقافية والموسيقية والرياضية والتنموية في تأثيث فضاءات مدن القلعة وتملالت والعطاوية، بتنظيم أمسيات فنية شعبية تخللتها خطابات تعبوية تدعو المواطنين إلى المشاركة بكثافة في الاستشارة الشعبية ليوم فاتح يوليوز، والتصويت لفائدة مشروع الدستور الجديد. ففي مدينة قلعة السراغنة، شهدت الحديقة الأندلسية حفلا شعبيا كبيرا ساهمت في إحيائه مجموعة من الفرق الفولكلورية الشعبية ومجموعات فنية شبابية، أتحفت جمهور المدينة بفقرات متنوعة تنهل من الموروث الشعبي الأصيل بالمنطقة. وتخللت هذه الفقرات، كلمات دعت بالخصوص السكان إلى أن يكونوا في الموعد يوم فاتح يوليوز للمشاركة في تكريس الديمقراطية وبناء دولة الحق والحرية والعدالة. وفي مدينة تملالت نظمت فعاليات المجتمع المدني من جمعيات سكنية وتنموية ونسائية ورياضية تجمعات وأمسيات مماثلة في عدد من شوارع وأحياء المدينة، تميزت بتقديم مشروع الدستور الجديد وتفسير بعض فصوله، وإبراز ما جاء به من آليات الحكامة الجيدة والمراقبة، فضلا عن توسيع نطاق الحريات وتكافؤ الفرص بين جميع فئات المجتمع. من جهة أخرى، أجمعت أحزاب الأصالة والمعاصرة، والاستقلال، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار، واليسار الأخضر المغربي، والحركة الشعبية، وجبهة القوى الديمقراطية، والتقدم والاشتراكية، بالإقليم، إلى جانب كل فعاليات المجتمع المدني، على رغبتها الأكيدة في المشاركة الإيجابية في استفتاء فاتح يوليوز، بالتصويت بنعم على مشروع الدستور. وبمدينة العطاوية، الواقعة على بعد نحو 30 كلم شمال شرق قلعة السراغنة، حاضرة الإقليم، نظمت فعاليات المجتمع المدني من جمعيات سكنية وتنموية ونسائية ورياضية تجمعات وأمسيات، دعت خلالها سكان المدينة إلى المشاركة الإيجابية في استفتاء فاتح يوليوز، والتصويت بنعم لفائدة مشروع الدستور الجديد. وانضم المجلس البلدي للمدينة، برئاسة عبد الرزاق الورزازي، الداعم لهذه الفعاليات، إلى تجمعها الشعبي، وسط المدينة، تعبيرا عن انخراطه وتأييده لهذه المبادرة، خاصة أن المجلس ساهم، قبل ذلك، في تعبئة السكان من أجل سحب بطائقهم الانتخابية، والدعوة إلى المشاركة بكثافة في هذه الاستشارة الشعبية الرامية إلى دعم مسلسل الديمقراطية المحلية. ونظمت جمعيات السكان والبيئة والثقافة والرياضة والمرأة والتنمية المستدامة، لقاءات تواصلية وتجمعات شعبية تهدف إلى شرح مضامين المشروع الدستوري الجديد، الذي يستجيب لتطلعات الشباب، ورغبتهم في التغيير المنشود، الذي يتمثل في تحقيق الديمقراطية الحقة المنبنية على الحرية، والكرامة، والمساواة، وتكافؤ الفرص، ومحاربة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعية، من أجل بناء المشروع المجتمعي المغربي الحداثي، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وشددت الجمعيات المشاركة على ضرورة المشاركة المكثفة والإيجابية، حتى يكون سكان مدينة العطاوية الفتية، ساهموا إلى جانب كل المغاربة، من طنجة إلى لكويرة، في بناء مغرب المستقبل الموحد في هويته، بمختلف مكوناتها وخصوصياتها، والمتماسك في قضاياه الوطنية المقدسة، وفي مقدمتها قضية وحدته الترابية، التي يختزلها شعاره الخالد: "الله، الوطن، الملك". وبمدينة خريبكة خرج آلاف المواطنين في مسيرات شعبية جابت الشوارع الكبرى للمدينة، تأييدا لمشروع الدستور الجديد، حيث رفع المشاركون شعارات تحث السكان على المشاركة بكثافة في اقتراع فاتح يوليوز، والتصويت بنعم على مشروع الدستور الجديد. وتميزت هذه المسيرات، على الخصوص، بمشاركة أسراب الفروسية التقليدية "الفنطازيا" إلى جانب السيارات والدراجات النارية، وهي تحمل الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك، ما يؤكد التلاحم القائم بين مختلف مكونات المجتمع المغربي.