دعا وزير التجارة الخارجية السيد عبد اللطيف معزوز، أمس الثلاثاء بالعاصمة البنينية كوتونو، المرحلة الثانية من قافلة المغرب-تصدير، إلى إحداث مجلس مشترك للأعمال بين المغرب والبنين. (وأوضح الوزير، خلال الأيام الاقتصادية والتجارية المنظمة على هامش هذه القافلة، أن "هذا المجلس سيشكل إطارا لاستكشاف فرص جديدة للشراكة بين المغرب والبنين، وتعزيز المبادلات "التي لا ترقى إلى مؤهلات البلدين". وأضاف أنه وعيا بدور التجارة كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وموجها للاستقرار والسلام والرفاه "فقد اجتمعنا هنا بكوتونو، للاستفادة من هذا التطور من خلال تنمية المبادلات الثنائية ". وأشار في هذا الإطار إلى أن "القطاع الخاص انضم إلى هذا الخيار بإيلاء أهمية متنامية لتعزيز التبادلات وتدفق الاستثمارات بإفريقيا جنوب الصحراء عموما، والبنين بوجه خاص" . من جهة أخرى، أبرز السيد معزوز أن الاستثمارات المغربية بإفريقيا جنوب الصحراء خلال السنتين الأخيرتين سجلت ارتفاعا ناهز 900 مليون دولار، وهو ما يمثل قرابة 86 المائة من الاستثمارات المغربية المباشرة في الخارج. كما أن 68 في المائة من هذه الاستثمارات أنجزت في بلدان الاتحاد الاقتصادي والمالي لغرب إفريقيا. وتطرق الوزير كذلك إلى مساهمة المغرب في تنمية النظام المالي الإفريقي، من خلال إنجاز 50 في المائة من تدفق الاستثمارات المنجزة في إفريقيا جنوب الصحراء خلال العقد الأخير. من جهة أخرى، أكد السيد معزوز أن مشروع الدستور يعزز التوجه المغاربي والعمق الإفريقي للمملكة المغربية، وكذا إرادته الراسخة في تعزيز التعاون جنوب-جنوب، كما أنه يشدد على "أهمية تقوية علاقات التعاون والتضامن بين الشعوب والبلدان الإفريقية، خصوصا المنتمية لإفريقيا جنوب-الصحراء". كما شدد الوزير على ارتباط المغرب بتعزيز الوحدة الإفريقية من خلال مبادرات واقعية "يكون هدفها الأول هو وضع بلادنا على مسار التنمية المستديمة ذات الوجه الإنساني". ولدى تطرقه لتجربة المغرب الكبيرة ومدى تشابهها مع تجارب بلدان إفريقية صديقة، أوضح السيد معزوز أن المملكة قدمت مساهمة متميزة في مجالات كهربة العالم القروي ، ومعالجة المياه والبناء والأشغال العمومية. والشأن ذاته بالنسبة للفلاحة والصناعة وإنتاج وتوزيع الكهرباء وخدمات الطيران والتكوين المهني والتعليم العالي. من جهتها أوضحت الوزيرة البنينية للصناعة والتجارة والمقاولات الصغرى والمتوسطة السيدة مدينا سوفو أن حلول القافلة بالبنين يعد فرصة يتعين على الفاعلين الاقتصاديين المحليين اغتنامها من أجل إحداث وتعزيز علاقات الشراكة بينهم وبين نظرائهم المغاربة. وقالت إن "المساهمة الكبيرة لرجال الأعمال المغاربة في مجال التجارة العالمية تستدعي أن يحظوا باهتمام أكبر". واستعرضت الوزيرة، بهذه المناسبة، مناخ الأعمال بالبنين الذي أكدت أنه يتيح بيئة ليبيرالية تضمن حرية الاستثمار والتبادل. من جهته دعا المدير العام للمركز المغربي لإنعاش الصادرات "المغرب تصدير" السيد سعد بنعبد الله، إلى تكاتف الجهود من أجل "إرساء تجارة جنوب-جنوب"، مؤكدا أن الدول الإفريقية تمتلك المؤهلات لرفع التحدي والتقدم سويا على قاعدة الشراكة في التنمية. وتهدف هذه القافلة، التي ينظمها "المغرب تصدير" من 19 إلى 25 يونيو الجاري، إلى تشجيع العلاقات مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء وتعزيز التعاون جنوب-جنوب، وسيشمل مسار القافلة لهذ السنة أربعة بلدان من جنوب الصحراء هي غانا والبنين والطوغو وأنغولا.