مكنت الإتصالات واللقاءات التي تمت خلال القافلة الثالثة للشراكة الاقتصادية بإفريقيا، خلال نهاية الاسبوع المنصرم بكنشاسا، من إبراز إرادة مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي والمبادلات التجارية المغربية الكونغولية. وأفاد بلاغ لسفارة المغرب بجمهورية الكونغو الديموقراطية بأن مرحلة كينشاسا في إطار"القافلة الثالثة للشراكة الاقتصادية بإفريقيا" تميزت بالخصوص بتنظيم "أيام إقتصادية وتجارية مغربية كونغولية". وأتاحت هذه المرحلة لوفد هام من الفاعلين المغاربة ربط اتصالات مباشرة مع نظرائهم الكونغوليين من أجل استكشاف فرص الاستثمار والشراكة في مختلف قطاعات الأنشطة. وشكلت التظاهرة، التي ترأسها نائب الوزير الأول الكونغولي السيد سيمون غالاتي، ووزير التجارة الخارجية السيد عبد اللطيف معزوز، بحضور السفير المغربي بكنشاسا السيد محمد بنقدور، مناسبة للطرفين لوضع حصيلة للتعاون بين البلدين والإجراءات المرتقبة لإعطائه مزيدا من الدينامية. وحسب السيد معزوز فالأمر يتعلق بالخصوص بتعزيز الإطارالقانوني المنظم للعلاقات الثنائية من خلال التوقيع على اتفاقيات جديدة خاصة في مجال حماية الاستثمارات وعدم الإزدواج الضريبي. وجدد وزير التجارة الكونغولي السيد برنار بياندو سانغو، في كلمة بالمناسبة، ال`تأكيد على إرادة بلاده في إعطاء دينامية جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بشكل يعكس جودة العلاقات السياسية. وأشار في هذا الصدد إلى ضرورة العمل من أجل مراجعة الإتفاق التجاري بين البلدين الذي يعود إلى سنة 1972 ، وكذا الانتهاء من مشاريع الاتفاقات حول حماية الاستثمارات وعدم الإزدواج الضريبي . ودعا الوزير الكونغولي أيضا إلى إنشاء مجلس أعمال مغربي -كونغولي بهدف جعل القطاع الخاص ينخرط أكثر في مجال التعاون الثنائي ومواكبة استثماراته في البلدين. وتواصلت أشغال الأيام الاقتصادية خلال نهاية الاسبوع الماضي من خلال تنظيم ورشات قطاعية بين الفاعلين، وكذا عقد لقاءات خاصة بين رجال الأعمال. وخلال اللقاءات المنظمة في إطار هذه القافلة التي توقفت بموريتانيا وغامبيا وبوركينا فاسو والكونغو الديموقراطية، دعا السيد معزوز إلى إنعاش المبادلات التجارية جنوب -جنوب وتثمين مؤهلاتها المهمة بالنظر لنسبة النمو المحققة من قبل الاقتصادات الصاعدة رغم الأزمة. وبعد أن أشار إلى مؤهلات وإمكانات القارة الافريقية غير المستغلة، أوضح الوزير أن التجارة بين الدول الافريقية تبقى دون التطلعات والإمكانات (نحو10 في المائة من المبادلات الخارجية للدول الافريقية). وذكر السيد معزوز بالأهمية التي يوليها المغرب لتنمية التعاون جنوب- جنوب طبقا للتعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس. وأعلن في هذا الصدد أن الحكومة المغربية قامت برسم السنة المالية 2011 بوضع إجراءات تحفيزية لإنعاش التجارة والاستثمار بين المغرب والشركاء الأفارقة خاصة من خلال صندوق رصد له 25 مليون دولار، وتحرير المبادلات من أجل تشجيع تدفق الاستثمار المغربي الخاص في إفريقيا. وخلال الدورة الثالثة للقافلة كان للسيد معزوز لقاءات مع أعضاء حكومات هذه الدول تمحورت حول بحث سبل تعزيز المبادلات التجارية والاستثمارات من أجل شراكة بناءة للجانبين. ويشتغل الفاعلون الاقتصاديون المشاركون في هذه القافلة في قطاعات الكهرباء والإلكترونيك، والصناعات المعدنية والميكانيكية، والتكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصالات السلكية واللاسلكية، والبناء والأشغال العمومية، وصناعة الأدوية والصناعة الغذائية. يذكر أن الدورة الأولى والثانية للقافلة شملت، على التوالي، السنغال وكوت ديفوار ومالي (دجنبر 2009)، والكاميرون والغابون وغينيا الاستوائية (ماي 2010) .