أكد وزير التجارة الخارجية السيد عبد اللطيف معزوز، اليوم الأربعاء بملابو، أن المغرب مستعد لمرافقة غينيا الاستوائية في استراتيجيتها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقال السيد معزوز خلال افتتاح منتدى الأعمال المنظم في إطار قافلة التصدير، التي تشكل غينيا الاستوائية محطتها الثانية بعد الكامرون، أن هذا اللقاء "يعكس الاهتمام الذي نوليه جميعا للنهوض بالعلاقات بين البلدين وخاصة على الصعيد الاقتصادي". وأكد السيد معزوز، الذي يقود وفدا من ممثلي عدد من القطاعات الوزارية ورجال الأعمال يضم 100 شخص، أن الرغبة في في توطيد الروابط الثنائية التي عبر عنها قائدا البلدين باستمرار ، وراوبط الصداقة والأخوة التي تجمع بين الشعبين، وكذا العلاقات السياسية الممتازة تشكل كلها عوامل تجعل من المغرب وغينيا الاستوائية شريكين اقتصاديين هامين. ودعا إلى العمل من أجل تعزيز أكبر لعلاقات التعاون التي تبقى دون مستوى المؤهلات التي يزخر بها البلدان، مسجلا أن مبادلاتهما التجارية للبضائع سجلت ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الست الأخيرة ،مع ارتفاع سنوي تصل نسبته في المتوسط إلى 54 في المائة ،وبقيمة إجمالية بلغت 106 ملايين دولار سنة 2009. وأشار إلى أنه يتعين أن تنصب الجهود التي يبذلها الطرفان على تنويع هذه المبادلات التي تبقى منحصرة في الخشب وغاز البوتان والعربات الصناعية ومعلبات السمك، موضحا أن تكنولوجيا الإعلام والاتصال والبناء والأشغال العمومية والطيران والمواد الصيدلانية والمنتوجات والخدمات ذات القيمة المضافة العالية تشكل قطاعات يمكنها أن تساهم في الرفع من المبادلات الثنائية. وذكر بأن المستثمرين المغاربة في غينيا الاستوائية حاضرون في العديد من القطاعات (البناء والأشغال العمومية، مواد البناء...)، مشيرا في هذا الإطار إلى حالة شركة (صوماجيك) التي تتولى إنجاز ميناء مالابو ،وبناء ميناء جزيرة أنوبون ،وكذا ميناء كوغو. وقال " نأمل في مضاعفة مثل هذه الحالات الناجحة للشراكة من أجل التنمية ونحن هنا لتسير عملها على الصعيدين القضائي والإداري"، مؤكدا أنه من صلاحية رؤساء المقاولات العمل على تجسيدها على أرض الواقع. ودعا، في هذا الاتجاه، المقاولات بالبلدين إلى التقارب أكثر، خاصة من خلال المشاركة المنتظمة في التظاهرات الاقتصادية وتنظيم بعثات تجارية وتعزيز مأسسة علاقات التعاون، وبالأساس بين منظمات رجال الأعمال بالبلدين. وذكر بأن اللقاءات بملابو وباتا ستجمع فاعلين اقتصاديين من قطاعات مختلفة كالطاقة والكهرباء والبناء والأنظمة الإعلامية والسلامة والاتصالات والهندسة والاستشارة ةالصناعة الغذائية ومنتوجات البحر والأسمدة والمخصبات والتجهيزات المنزلية والمالية والنقل. من جهته ،أكد نائب الوزير الأول بغينيا الاستوائية السيد أنسيت إبياكا مويتي أن زيارة هذا الوفد الهام تعكس الاهتمام الذي يوليه المغرب للنهوض بعلاقات التعاون الثنائي. وقال إن غينيا الاستوائية تعي الدور الذي يتعين أن يضطلع به القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلاده ومحاربة الفقر، موضحا أن العديد من الفاعلين المغاربة من القطاع الخاص يساهمون في إنجاز عدة مشاريع تتعلق بالبنية التحتية المينائية ومعالجة النفايات أو في بناء المساكن خاصة الاقتصادية منها. وقال إنه من المنتظر أن تتكلل اللقاءات التي ستجرى اليوم الأربعاء بملابو وغدا الخميس بباتا بإنشاء شركات مختلطة وشراكات ستواكب جهود تنويع الأنشطة الاقتصادية لغينيا بيساو، والتي تهم قطاعات الصيد البحري والصناعات الكبيرة والخدمات المالية، خاصة صندوق الضمان الموجه للمقاولات الصغرى والمتوسطة والطاقة. وأكد السيد مويتي إن بلاده مستعدة لدعم مساهمة الفاعلين المغاربة في هذه المشاريع، ومن ثمة النهوض بالتعاون الثنائي أكثر من أي وقت مضى، وذلك من أجل مواجهة الأزمة. من جانبه ،قال سفير المغرب السيد الجيلالي هلال ،إن اختيار غينيا الاستوائية ضمن محطات هذه البعثة التي ينظمها المغرب تصدير، ليس وليد الصدفة، موضحا أن هذا البلد، الذي كان يحتل سنة 2008 المرتبة ال`38 من بين زبناء المغرب على الصعيد الدولي، انتقل إلى المرتبة ال`25 في غضون سنة، كما أصبح يحتل المرتبة الثانية ضمن زبناء المغرب على صعيد بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وقال إن البلدين يزخران بعدد من المؤهلات التي تمكنهما من تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري، معربا عن الأمل في أن تتوج هذه اللقاءات بأعمال ملموسة وواعدة. وقد شارك في افتتاح هذا المنتدى، الذي ستليه عملية لاستكشاف فرص جديدة للتعاون خلال لقاءات ثنائية، العديد من المسؤولين الحكوميين من غينيا الاستوائية ومسيرو مؤسسات عمومية وخاصة.