احتضن موقع شالة الأثري بالرباط على مدى خمسة أيام، الدورة ال` 16 لمهرجان الجاز، الذي اختتم مساء اليوم الأحد، بتنظيم حفل شارك في فقراته الملعم محمود غينيا، رمز موسيقى كناوة بالمغرب، وعرف تفاعلا كبيرا من طرف جمهور هذا الموعد الفني السنوي. كما تميز حفل اختتام هذه الدورة، الذي حضره على الخصوص، مستشار صاحب الجلالة السيد أندري أزولاي، والسيد إينيكو لاندابورو، سفير الاتحاد الأوروبي بالرباط، بمشاركة الفرنسي إيميل باريزيان كارتي، الذي قدم رفقة فرقته مقطوعات تزاوج بين موسيقى الجاز وموسيقى العالم، إلى جانب الرباعي "بينو مينافرا" الذي يسعى إلى بث قيمة حرية الروح من خلال موسيقى تمتح من الألحان الإفريقية. وقال السيد مجيد بقاس المدير الفني للمهرجان، إن دورة هذه السنة عرفت نجاحا كبيرا سواء على مستوى التنظيم أو على مستوى البرمجة، مبرزا التفاعل الكبير الذي أبداه جمهور هذه التظاهرة الفنية مع مختلف الفنانين المشاركين. واعتبر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الدورة ال` 16 لمهرجان الجاز حققت الأهداف المسطرة لها، وبلغت رسالتها المتمثلة في ترسيخ موسيقى عابرة للقارات، مؤكدا أن منظمي المهرجان يطمحون دائما لما هو أحسن، ويحرصون في كل دورة على تقديم الجديد. وقد عرفت الدورة حضورا متميزا للعنصر النسوي، حيث شاركت فيها التشيكية "إيفا بيتوفا" التي قدمت مقطوعات غنائية تقليدية تجسد غنى الثقافة العالمية، إضافة إلى النمساوية "ميكاييلا رابيتش" التي تألقت في ثاني أيام المهرجان في حفل بمصاحبة ثلاثي شاب برئاسة الفنانة المغربية نبيلة معن. كما تميزت الدورة بحفلات تم المزج فيها بين الجاز الكروف والسوينغ الإسباني والهولندي والبلجيكي والبرتغالي وجاز شمالي أوروبا مع مجموعات من فنلندا والسويد والدنمارك، إضافة إلى المشاركة المتميزة للرباعي البريطاني "بورتيكو"، والرباعي الألماني "تالكين هورنس" الذي قدم يوم الافتتاح حفلا غير مسبوق رفقة مجموعة الطائفة العيساوية "الهدى" من مكناس. يشار أن بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب والسفارات والمعاهد الثقافية للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي أشرفت على تنظيم الدورة ال` 16 لمهرجان الجاز بشالة، بشراكة مع وزارة الثقافة وولاية جهة الرباط - سلا - زمور- زعير ومؤسسة صندوق الإيداع والتدبير، من أجل "دمج الهويات وتخطي حدود الموسيقى عبر الاستماع والتبادل".