انطلقت اليوم السبت بعمان، أشغال مؤتمر (القدس حق إنسان ومسؤولية أمة)، الذي يبحث واقع المدينة المقدسة ومعاناة أهلها تحت الاحتلال الإسرائيلي، وسبل مواجهة محاولات تهويدها وطمس معالمها وهويتها العربية- الإسلامية. كما يهدف هذا المؤتمر إلى إعادة الصدارة للثقافة المقدسية وإبراز دورها كأداة من أدوات التحرير، وتسليط الضوء على المعالم المعمارية للمدينة المقدسة، واستحضار وسائل الحفاظ على ما تبقى منها، والخروج بأفكار لمشاريع عملية تحفظ لمدينة القدس حضارتها وتراثها وثقافتها، وتساهم في تثبيت سكانها فيها. وقال رئيس مجلس الأعيان (الغرفة الثانية بالبرلمان الأردني)، طاهر المصري، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، إن "الوفاء للقدس والدفاع عن عروبتها وبذل الغالي والرخيص من أجلها ودعم صمودها في وجه المخططات الإسرائيلية الظالمة، يندرج في إطار الواجب الديني والقومي والإنساني". وأضاف أنه "في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة الشرسة ضد القدس وأهلها والمدافعين عنها بإمكانياتهم الذاتية والبسيطة نيابة عن الأمة كلها، فإن الواجب يقتضي من الأمة أن تطور مواقفها من البيانات والتصريحات، إلى الفعل العملي الذي يساهم في صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ويوجهه للتصدي للمخططات الإسرائيلية المجرمة من خلال الدعم السياسي والمادي الذي يصون المؤسسات ويحافظ على الطابع التاريخي العربي والإسلامي لفلسطين ويوفر العيش الكريم لمواطنيها". من جهته، قال رئيس (ملتقى القدس الثقافي)، اسحق فرحان، إن المؤتمر جاء ليكرس مكانة القدس السامية في الوجدان العربي والإسلامي والمسيحي والإنساني، في الوقت الذي تشهد فيه الأمة "ثورات وتغيرات تبشر بإعادة الصدارة لقضية العرب والمسلمين الأولى، قضية القدس الشريف". من جانبه، أشار نقيب المهندسين الأردنيين، عبد الله عبيدات، إلى أن القدس مازالت "تئن جريحة ومكبلة تحت وطأة الصهيونية والهمجية ونير الاحتلال البغيض، الذي يتحكم في البشر والحجر"، مؤكدا أن منع إمام المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من حضور أشغال المؤتمر هو نتيجة لتلك الممارسات الصهيونية. ويناقش المشاركون في المؤتمر، الذي ينظمه على مدى يومين (ملتقى القدس الثقافي) بالأردن ولجنة (مهندسون من أجل القدس) التابعة لنقابة المهندسين الأردنيين، عددا من التجارب العملية الناجحة في خدمة القدس كمدينة وقضية. كما سيقدمون 23 بحثا تتناول مواضيع تتعلق بالتعليم في القدس وسياسات التهجير منها والتراث المعماري المقدسي والاقتصاد المقدسي والواقع الأكاديمي والمعرفي لدراسات بيت المقدس وإنشاء وتطوير مناهج ثقافية لعلوم بيت المقدس.