نظمت وزارة الثقافة الأردنية،اليوم الأربعاء في المركز الثقافي الملكي بعمان،حفلا لتقديم إصدارات احتفالية الأردن بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009. ويأتي هذا الحفل بعد أن أنهت الوزارة إصدار الكتب التي وقع عليها الاختيار،وذلك وفقا لمنهجية علمية دقيقة تهدف إلى إعادة نشر أمهات الكتب التي تعد مرجعا أساسيا في دراسة بيت المقدس،خاصة وأن معظمها نفدت نسخه ولم تعد متاحة للقراء. وقال وزير الثقافة نبيه شقم،في كلمة بالمناسبة،إن "القدس لم تكن يوما إلا جوهر القضية الفلسطينية وسر إنسانيتها وقداستها،فهي ضمير الإنسانية ومركز الديانات السماوية وشكلت عبر تاريخها العميق سجلا حافلا بالإيمان والطهر والمعاناة والظلم". وأضاف أن القدس،التي تتعرض اليوم لأشد مراحل العدوان عنجهية بهدف تهويدها وطمس هويتها العربية الإسلامية ذات الانفتاح الإنساني الشامل،كانت وما تزال الشغل الشاغل للهاشميين الذين دافعوا عنها باستماتة على مر التاريخ. وأوضح أن المؤلفات،التي تم تقديمها اليوم للباحثين والمهتمين والقراء،تتناول القدس في مراحل مختلفة ومن أوجه متعددة،مبرزا أن هذه الإصدارات على درجة عالية علميا ومعرفيا،وقد بذل في سبيل إخراجها،بشكل يليق بالقدس ومكانتها،جهد كبير لم ينقطع منذ العام الماضي. ومن جهته،قال الأمين العام لمنتدى الفكر العربي رئيس لجنة الإصدارات والنشر 2009 بوزارة الثقافة همام غصيب .. "لقد كتب ما كتب عن القدس،وصور ما صور،ولحن ما لحن من النغم،ولا ننسى البحث والدراسات،ومع ذلك فإن القدس ما زالت تستصرخنا" للمزيد من العمل والقول الجاد العميق. وتجدر الإشارة إلى أن إصدارات احتفالية القدس تضم عددا من الكتب الجديدة التي أعدت بتكليف من لجنة الإصدارات والنشر،منها كتب القدس العثمانية والقدس الإسلامية ومعجم المؤلفات المقدسية والقدس في العهد الأيوبي،والتي من شأنها جميعا أن تسهم بشكل فعلي في بناء مرجعية معرفية متينة للقدس من منظور علمي موضوعي. وتضم هذه الإصدارات أيضا مجموعة من الكتب،مثل "الأنس بتاريخ القدس" و"الخليل ورحلتي إلى بيت المقدس" و"الأعمال المقدسية الكاملة" لكل من عارف العارف وكامل العسلي وعبد الجليل عبد المهدي،فضلا عن كتاب ضم أوراق عمل المؤتمر الدولي للقدس الذي عقدته وزارة الثقافة خلال احتفالية القدس في دجنبر الماضي. يذكر أن فعاليات وأنشطة القدس عاصمة للثقافة العربية،كانت قد تضمنت عقد عدد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات وورشات عمل وأمسيات شعرية وفنية ومعارض متنوعة. كما تضمنت مهرجانات وأسابيع ثقافية وإصدارات ومسابقات نظمت في عمان وباقي المحافظات الأردنية من أجل إبراز جهود هذا البلد في الحفاظ على هوية القدس العربية في التراث الحضاري،وتسليط الضوء على المدينة المقدسة في حقول السينما والعمارة والفن التشكيلي والموسيقى والرقص والغناء والفولكلور والسرد الأدبي والأفلام الوثائقية.