انطلقت مساء اليوم الجمعة بفاس فعاليات ندوة دولية تبحث مكانة القدس في الفكر العربي والدولي بمشاركة مفكرين وباحثين ومبدعين مغاربة وعرب وأجانب. وأكد السيد السرغيني فارسي رئيس جامعة سيدي محمد بنعبد الله، التي تنظم هذا اللقاء، أن أهمية هذا المنتدى الدولي تكمن في سياق التهديدات المتعاظمة التي تحدق بالقدس وتنامي الوعي بضرورة استعادة المدينة المقدسة لمكانتها كرمز ثابت للأمة العربية ومفخرة حضارية للإنسانية جمعاء.
وقال السيد فارسي، في الجلسة الافتتاحية للقاء الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام، إن الندوة التي تسلط الضوء على إشعاع مدينة القدس في الكتابات العربية والدولية تندرج في سياق معركة ثقافية في مواجهة ثقافة القوة، وتروم إعلاء ثقافة الحياة والتعايش في وجه ثقافة الموت والإلغاء.
واستعرض السيد عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسسكو)، الأهمية التي تكتسيها قضية القدس في برامج المنظمة التي بادرت إلى إحداث وحدة متخصصة لمتابعة الأنشطة المتعلقة بالمدينة، وتشجيع العمل التربوي والثقافي بالمدينة بالاضافة الى توثيق جرائم الاحتلال الاسرائيلي في حق التراث الفلسطيني.
وبعد أن ثمن الدور الذي اضطلع به المغرب دائما من أجل الدفاع عن عروبة القدس والتصدي لمحاولات طمس هويتها، أكد السيد التويجري أن مبادرات المنظمة تصب في اتجاه تأكيد مكانة القدس في الذاكرة العربية والإسلامية والإنسانية وتعزيز صمود المقدسيين في وجه المؤامرات الاسرائيلية.
وأكد الكاتب العام لقطاع التعليم العالي السيد السرغيني عبد الحفيظ الدباغ في كلمة بالنيابة عن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، أن الممارسات الاسرائيلية في القدس تشكل تهديدا حقيقيا للسلام في العالم، مبرزا ضرورة توحيد الصف العربي من أجل تحرير المدينة من الاحتلال الاسرائيلي.
وذكر السيد أحمد كويطع، الكاتب العام لوزارة الثقافة، في كلمة بالنيابة عن وزير الثقافة، بمواقف المغرب الثابتة في التنديد بالانتهاكات الاسرائيلية وبالجهود التي تبذلها وكالة بيت مال القدس في تقديم الدعم للفلسطينيين والحفاظ على هوية المدينة المقدسة.
من جانبه، دعا الشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين، العرب والمسلمين عبر العالم الى تقديم الدعم للفلسطينيين ولساكنة القدس بوجه خاص لتعزيز صمودهم في وجه عمليات التهويد التي تسعى إلى تغيير البنية الديموغرافية للمدينة وطابعها العمراني من خلال طرد السكان العرب وبناء أزيد من 100 كنيس في أفق 2020.
وحذر الشيخ التميمي من أن اسرائيل تواصل منذ 1967 عمليات الحفر تحت المسجد الأقصى في أفق تدميره كليا.
وشدد هيلاريون كبوتشي مطران القدس في المنفى على القيمة التاريخية والدينية للمدينة المقدسة داعيا المسلمين والمسيحيين الى حمايتها وتكريس وضعها كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
وتتوزع أشغال الندوة الدولية على محاور متنوعة تشمل "القدس في المجال الديني"، "القدس في الضمير الانساني"، "القدس في الشعر العالمي"، "القدس في القانون الدولي"، "القدس في الاعلام والوجدان الانساني" و "القدس في المجال السياسي".
ومن المقرر أن تختتم فعاليات الندوة التي تتخللها قراءات شعرية متنوعة بعرض فني لفرقة "القدس" الفلسطينية للموسيقى والفن.
ويضفي احتضان مدينة فاس، العاصمة الروحية للمملكة، لهذه الندوة الدولية دلالة خاصة للحدث الذي يجمع خبراء ومفكرين من بلدان مختلفة، حيث يعود بالأذهان الى ماي 1982، حيث تم التوقيع على اتفاقية توأمة بين فاسوالقدس، في رحاب جامعة القرويين.