(من مبعوثي الوكالة) - أكد المشاركون في ثاني لقاءات منتدى فاس الفكرية، ضمن الدورة ال`17 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، أنه على الرغم من التعثر الذي يعرفه مسلسل السلام في الشرق الأوسط، فإنه ينبغي التشبث بالأمل من أجل الوصول إلى حل دائم وعادل للنزاع في المنطقة. وأوضحوا خلال هذا اللقاء، الذي نظم اليوم الأحد بالعاصمة الروحية للمملكة حول موضوع "أي مستقبل للشرق الأوسط?" ضمن منتدى فاس المنظم في إطار فعاليات هذه الدورة (من 3 إلى 12يونيو الجاري) تحت شعار "من أجل إضفاء روح على العولمة"، أنه يتعين التشبث بالأمل في إيجاد حل لهذا النزاع الذي عمر طويلا وذلك رغم التطرف السائد لدى الجانبين. وأبرزوا أنه من شأن الحراك الذي تشهده المنطقة العربية في إطار "الربيع العربي" الذي يجتاح العديد من الدول، أن يعطي زخما جديدا ويؤثر على الأوضاع في المنطقة، مشددين على أن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي لا يعني فقط هذا الطرف أو ذاك، وإنما يعني العالمين العربي والإسلامي وكل يهود العالم كما يعني العالم المسيحي. وأشاروا إلى أن حل هذا الصراع يكمن بكل بساطة في قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 بجانب دولة إسرائيل، وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم أو تعويض من يرغب في ذلك، وإيجاد حلول إنسانية للمشاكل التي تتخبط فيها المنطقة. وأشار المشاركون في هذه الندوة إلى أن الجانب الديني في الصراع يبرز بشكل كبير لدى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وذلك بوجود منظمات وأحزاب لها تصور ديني لحل النزاع، معتبرين أن ذلك يؤدي إلى تعقيد الوضع وتأزيمه أكثر مما يحول دون إيجاد حل سياسي وإنساني لهذا النزاع المؤثر على الحالة السياسية العالمية. وأكد عدد من المشاركين في الندوة أن سيادة التطرف في إسرائيل أدى إلى تفكك الفكر اليساري والمنظمات التي تتبناه، وبالتالي فسح المجال للأحزاب المتطرفة للسيطرة على السياسة العامة لإسرائيل وتوجهاتها الخارجية وخاصة في العلاقة مع الفلسطينيين التي تنحو منحى التصعيد. وفي سياق متصل اشاروا إلى سعي إسرائيل المستمر إلى تحويل المنطقة إلى أرخبيل من الأمم والدويلات، انطلاقا من قراءة في مستقبل الشرق الأوسط على ضوء التحولات التاريخية التي يعرفها العالم العربي في هذه الآونة. وسيتناول ثالث لقاءات منتدى فاس الفكري، الذي يعقد غدا الاثنين بمتحف البطحاء التاريخي، موضوع "الربيع العربي : آفاق المغرب العربي الجديدة"، وذلك انطلاقا من الأحداث المتسارعة التي شهدها العالم العربي خصوصا والعالم عموما وهل ستكون لها انعكاسات على آفاق بناء المغرب العربي التي مازالت بعيدة?، وعلى أي أساس يمكن أن يصبح ذلك ممكنا?". يذكر أن الدورة السابعة عشرة لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تنعقد تحت شعار "حِكم الكون".