نظمت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، يوم 23 يناير 2025 بمقرها الرسمي، لقاءات لتوقيع دفاتر التحملات الجديدة لأربع إذاعات خاصة، وهي كاب راديو، مدينة إف.إم، راديو مارس، وميد راديو. ويأتي هذا الإجراء في إطار تجديد المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري لتراخيص استغلال هذه الإذاعات بعد انتهاء مدتها، بهدف تعزيز التزاماتها المهنية والأخلاقية وضمان احترام القوانين المنظمة للقطاع. تضمنت دفاتر التحملات الجديدة التزامات واضحة وصارمة للمتعهدين الأربعة، تركز أساسًا على احترام الأخلاقيات المهنية وصون الحقوق الإنسانية، من خلال الالتزام بمبادئ كرامة الإنسان، حماية الحياة الخاصة، محاربة الصور النمطية المبنية على التمييز بين الجنسين، حماية الجمهور الناشئ، واحترام مبدأ قرينة البراءة. كما حددت الوثائق الجديدة معايير دقيقة تتعلق بالإنتاج الإذاعي، وضوابط الاتصال الإشهاري، بالإضافة إلى متطلبات أمن المنشآت والمرافق التقنية للبث والإنتاج. شهدت لقاءات التوقيع حضور أعضاء المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، إلى جانب عدد من المسؤولين البارزين في القطاع، من بينهم إلياس العماري، الرئيس المدير العام لكاب راديو، ميلود الأخضر، المدير العام لمدينة إف.إم، هشام الخليفي، المدير العام لراديو مارس، ومولاي أحمد الشرعي، الرئيس المدير العام لميد راديو. وخلال هذه المناسبة، هنّأت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، مسؤولي الإذاعات الأربع على مجهوداتهم المتواصلة في توسيع التغطية المجالية لشبكات البث، مشيدة بدور الإذاعات الخاصة في مهام الخدمة العمومية، سواء من خلال التزاماتها البرامجية أو من خلال مشاركتها الفعالة في مواجهة الأزمات الوطنية، مثل فيضانات الجنوب الشرقي، زلزال الحوز، وجائحة كوفيد-19. من ناحية أخرى، دعت أخرباش إلى مواصلة العمل الجماعي لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية التي يواجهها قطاع الإعلام السمعي البصري، خاصة تلك المتعلقة بالتحول الرقمي وتأهيل النموذج الاقتصادي للإذاعات. كما شددت على أهمية تعزيز الثقة بين المواطن والإعلام الوطني، معتبرة أن النقاش العمومي المتعدد والمتنوع يمثل إحدى الوسائل الرئيسية لتحقيق ذلك، لا سيما في ظل الإصلاحات الحقوقية والاجتماعية والتنموية التي تشهدها البلاد، مثل مراجعة مدونة الأسرة، الاستحقاقات الانتخابية 2026، إدارة الإجهاد المائي، تعميم التغطية الصحية والحماية الاجتماعية، الإصلاح الضريبي، واستضافة كأس العالم 2030. من جهتهم، أعرب مسؤولو الإذاعات الأربع عن تقديرهم لعلاقة الثقة والتفاعل الإيجابي التي تجمعهم بالهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، مشددين على التزامهم بتقديم إعلام مهني مسؤول قادر على مواكبة التحولات التي يشهدها المشهد الإعلامي الوطني، وتعزيز دوره في ترسيخ الديموقراطية، دعم التماسك الاجتماعي، والتنوع الثقافي للمغرب.