أكد السيد كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، عزم المغرب وإرادته القوية في تعزيز وتعميق الشراكات والتعاون النموذجي، مع البلدان الإفريقية الصديقة والشقيقة في مجالي النقل واللوجيستيك، في إطار من التكامل يسمح بتحقيق تنمية اقتصادية لبلدان القارة. وشدد السيد غلاب، في كلمة خلال انعقاد منتدى (تنمية التعاون المغربي الإفريقي في مجالات النقل واللوجيستيك والتبادل التجاري بين بلدان القارة)، على أهمية بلورة إطار للشراكة جنوب/جنوب مبنية أساسا على التضامن، لتحقيق تنمية مستدامة ونمو اقتصادي وتقدم اجتماعي هام للقارة السمراء. وأضاف الوزير خلال هذا المنتدى، المنعقد على هامش اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي للنقل واللوجيستيك، أن المغرب يعمل دوما على تعزيز روابطه الاقتصادية مع إفريقيا، خاصة خلال السنوات العشر الأخيرة من خلال التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات التجارية مع عدد من البلدان الإفريقية. وفي سياق متصل، أبرز السيد غلاب أن التطورات التي يشهدها العالم تذكر بالأهمية الكبيرة المتعلقة بنسج روابط للتعاون، خاصة في المجالات التي تهم البنيات التحتية والخدمات والنقل، كما أن هذه التطورات تدعو كذلك إلى تجديد وتكثيف علاقات الشراكة. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن إجمالي المبادلات التجارية بين المغرب والبلدان الإفريقية جنوب الصحراء، المحدد ما بين 1990 و1998، في 6ر300 مليون دولار كمعدل سنوي، انتقل ما بين 1998 و2008 إلى 529 مليون دولار كمعدل سنوي. وأكد السيد جواكين إليما بورنك، وزير النقل بجمهورية غينيا بيساو، من جهته، على الأهمية الكبيرة التي يكتسيها هذا المنتدى خاصة في ما يتعلق بتبادل الخبرات وتقوية أواصر التعاون. وقال إن البلدان الإفريقية تواجه صعوبات وإكراهات تتعلق بمجالي النقل واللوجيستيك، وهو ما يشكل عرقلة لاندماج الاقتصادات الإفريقية. واعتبر أن بلورة شراكات وتعزيز التعاون المشترك وتطوير مجال التكوين المهني، كلها مجالات تسمح للاقتصادات الإفريقية بالاندماج بشكل أفضل في الاقتصاد العالمي. من جانبه، قال السيد مارتان مارمي، الكاتب العام للاتحاد الدولي للنقل الطرقي، في كلمة تليت نيابة عنه، إن تنمية المبادلات التجارية بين الدول الإفريقية، التي تطرح حاليا بشكل ملح، لا تنفصل عن إشكالية عولمة هذه المبادلات، موضحا أنه لا يمكن أن تتحقق تنمية اقتصادية محلية أو جهوية دون الربط الفعال للمبادلات التجارية المحلية والجهوية مع الاقتصاد العالمي. وفي معرض تطرقه للتجربة المغربية في مجالات النقل عامة والنقل الطرقي الدولي واللوجيستيك، أكد أن هذه المجالات شكلت منذ سنوات أحد الأولويات لدى السلطات العمومية والقطاع الخاص بالمغرب. وأضاف أن هذه المجالات مؤهلة لكي تتطور بشكل كبير بالمغرب، مشيرا بشكل خاص إلى أن للمملكة المغربية مؤهلات وموقع جغرافي واستراتيجي هام، فهي، كما قال، تشكل مدخل إفريقيا وأوروبا، وهي أكثر قربا من الاتحاد الأوروبي، وهي مدخل البحر الأبيض المتوسط. وأشار إلى أهمية "التنمية الفائقة" لميناء طنجة المتوسط بفضل الاستثمارات الضخمة المنجزة، ما يساهم في جلب الرواج التجاري أكثر فأكثر، ويفتح المغرب أكثر باتجاه أمريكا وآسيا. واعتبر السيد عبد الإلاه حفظي (المغرب)، رئيس الاتحاد الإفريقي للنقل واللوجيستيك، أن الاتحاد نظم هذا المنتدى من أجل تقاسم خبرات المغرب في مختلف الميادين مع البلدان الإفريقية. وأضاف أن المغرب شجع على مدى تاريخه الطويل المبادلات الثقافية والتجارية مع الدول الإفريقية، مشيرا إلى أن المغرب، وانطلاقا من قربه الجغرافي من المدخل الجنوبي لأوروبا، شكل صلة وصل طبيعية بين القارة الإفريقية والقارة الأوروبية. وقال إن هذا الامتياز يملي على المغرب واجب المساهمة في تنمية المبادلات جنوب/جنوب، وشمال/جنوب، في إطار رؤية شمولية تقوم أساسا على تفعيل جميع المبادرات التي تساهم في تسهيل حرية تنقل الأشخاص ونقل الممتلكات عبر حدود الدول الإفريقية. وشدد على أنه يتعين العمل على تنمية المبادلات التجارية بين البلدان الإفريقية التي تبقى متواضعة جدا، وذلك بسبب النقص في تجهيزات البنيات التحتية وفي شبكة تبادل المعلومات والإطار القانوني لتبسيط المساطر الجمركية. ويحتم هذا الوضع، كما قال، تطوير التجهيزات الأساسية للنقل واللوجيستيك متعدد الأنماط، التي تشكل العمود الفقري لترشيد هذه المبادلات وضمان سلاستها بفضل التدابير المتعلقة بتسهيل المساطر، وذلك من أجل خلق الظروف الملائمة لإنعاش التجارة بين الدول الإفريقية. من جانبه، أعرب السيد منير فيرام (الاتحاد العام لمقاولات المغرب)، عن قناعته بأن الاتحاد الإفريقي للنقل واللوجيستيك سيلعب دورا نشيطا للمساهمة بطريقة فعالة في تنمية التعاون جنوب/جنوب، على مستوى القارة الإفريقية. وقال إن هذا التعاون جنوب/جنوب، الذي لا يشكل بديلا للتعاون التقني والمالي مع الشركاء التقليديين للمغرب، يجب دعمه لتبادل الخبرات والكفاءات بين هؤلاء الشركاء والبلدان الإفريقية الممثلة في الاتحاد الإفريقي للنقل واللوجيستيك. ويأتي اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي للنقل واللوجيستيك بعد إحداثه في 10 أكتوبر سنة 2010 بالدار البيضاء بمبادرة من فيدرالية النقل التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب. وحضر هذا المنتدى ممثلو بلدان أعضاء في الاتحاد الإفريقى للنقل واللوجيستيك، يوجد من بينهم وزراء وسفراء ومهنيون.