أكد وزير التجهيز والنقل السيد كريم غلاب ، أن المنتدى الاقتصادي والمالي من أجل المتوسط، الذي انعقد يومي 12 و13 يوليوز الجاري بميلانو (شمال إيطاليا)، مكن الوفد المغربي من إبراز "التطور السريع الذي عرفه المغرب في مجالي الطرق السيارة والنقل السككي، بفضل سياسة الأوراش الكبرى التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس". وأوضح السيد غلاب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المساهمة المغربية، خصوصا في الجلسات التي خصصها المنتدى للبنيات التحتية والطاقة، أتاحت كذلك تحسيس الفاعلين الاقتصاديين الأوروبيين بالجهود التي يبذلها المغرب في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأوضح أن الهدف يتمثل في إبراز الأهمية التي يكتسيها حوض البحر المتوسط كفضاء للاستثمار والتطور والتنمية ، بالنسبة لأوروبا وكذا بالنسبة لبلدان الضفة الجنوبية للمتوسط، بما فيها المغرب، خاصة من خلال تنمية الاستثمارات. وأشاد الوزير، في هذا الصدد، بالتعاون القائم بين المغرب وإيطاليا في مجالات البنية التحتية والنقل، مشيرا إلى وجود شراكات هامة ومبادلات تقنية بين مقاولات البلدين. وذكر، في هذا السياق، بتمويل قسم من الطريق الساحلية المتوسطية من طرف صناديق إيطالية وإطلاق مبادرة، مؤخرا بأزيلال، تتعلق بتحويل دين مغربي تجاه إيطاليا إلى برنامج لتنمية الطرق القروية، في إطار البرنامج الوطني للطرق القروية. وبخصوص مستقبل هذا التعاون، أكد السيد غلاب أنه وجه دعوة لنظيره الإيطالي ألطيرو متيولي، الذي التقاه أمس الثلاثاء بميلانو، لزيارة المغرب في الخريف المقبل. وقال إن هذه الزيارة ستكون مناسبة لوضع برنامج للتعاون أكثر تعزيزا في مجالات البنية التحتية والنقل، خصوصا على مستوى الإصلاحات المرتبطة بالسلامة الطرقية. وأكد السيد غلاب، في مداخلة له أمس الثلاثاء في إطار جلسة ناقشت موضوع "البنيات التحتية"، تم تنظيمها في إطار المنتدى الاقتصادي المتوسطي، أن تنمية البلدان المتوسطية واندماجها الاقتصادي رهينان بإنشاء نظام فعال للنقل، كفيل بالنهوض بالمبادلات التجارية شمال- جنوب وشرق- غرب، وإرساء أسس حركية دائمة للسلع والأشخاص. كما شدد على ضرورة التقليص من الفوارق القائمة بين بلدان ضفتي المتوسط في مجال البنى التحتية والعمل على التقريب بين معاييرها القانونية، مؤكدا أن الأمر يتعلق هنا بعوامل أساسية من أجل هذا الاندماج الذي يتعين إيلاءه اهتماما كبيرا. ومن ناحية أخرى، تطرق الوزير إلى التطور الملموس الذي عرفه التعاون الأورو- متوسطي في قطاع النقل منذ إطلاق مسلسل برشلونة، وخاصة خلال السنوات الأخيرة. وقد شارك وفد مغربي هام في أشغال هذا المنتدى الذي اختتم أشغاله أمس الثلاثاء. وهكذا، حضر هذا المنتدى إلى جانب السيد كريم غلاب، سفير المغرب بإيطاليا السيد حسن أبو أيوب، ومسؤولون سامون بمؤسسات استراتيجية متدخلة في النشاط الاقتصادي والمالي (صندوق الإيداع والتدبير، المنطقة الحرة لطنجة، الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، والفدرالية الوطنية للبناء والأشغال العمومية، وناريفا هولدينغ، وغرفة التجارة والصناعة والخدمات لطنجة). ويتموقع المنتدى، الذي ينظم دورته الثانية هذه السنة، باعتباره موعدا متميزا للحوار والتحليل. ويتوخى أساسا تحديد الأولويات واقتراح حلول جديدة للنمو، من خلال، على الخصوص، إقامة فضاء للتبادل الحر وإيجاد أدوات لدعم التعاون الاقتصادي بين المقاولات الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة.