أكد السيد كريم غلاب وزير النقل والتجهيز، أخيرا بالصويرة، أن المغرب، القوي بتجربته وخبرته في مجال تحرير النقل الجوي، يظل مستعدا لتقاسمهما مع أصدقائه الأفارقة من أجل النهوض بهذا القطاع داخل بلدانهم. وأوضح السيد غلاب، في كلمة خلال لقاء نظمته وزارة التجهيز والنقل بتعاون مع الخطوط الملكية المغربية حول النقل الجوي بإفريقيا، أن المغرب ووعيا منه بأن قطاع النقل الجوي يشكل رافدا أساسا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تبنى خلال السنوات الأخيرة سياسة تطوعية لتحرير هذا القطاع. وأضاف أن المملكة نجحت في سياستها ذات الصلة بتحرير القطاع وتم تسجيل نتائج مهمة على مستوى النقل الدولي للمسافرين بنسبة نمو بلغت17 في المائة سنة2007 مقارنة مع سنة2006 ، كما على مستوى منظمي الرحلات الجوية, وكذا الاستثمارات التي خصصت لقطاع النقل الجوي. وسجل في هذا الإطار أن شركات النقل التي تنشط بالمغرب تضاعف عددها خلال السنوات الأربع الأخيرة لينتقل من22 سنة2004 إلى44 سنة2008، وأن سياسة تحرير القطاع مكنت من خلق ثلاث شركات مغربية جديدة (أطلس بلو، جيت فور يو، والخطوط العربية المغرب) فضلا عن شركة رابعة «رام إكسبريس»، مخصصة للنقل الداخلي ستنطلق بداية يوليوز المقبل. وأشار السيد غلاب إلى أن هذا التنوع من حيث العرض يبدو مفيدا بالنسبة للمسافرين الذين سيستفيدون من الآن وصاعدا من خدمات ذات جودة وبأسعار مشجعة جدا، علاوة على شروط السلامة والأمن التي تستجيب للمعايير الدولية. وقال إن المغرب وقع مؤخرا على اتفاقيات لتحرير النقل الجوي وعلى عقود للتعاون التقني في مجال النقل مع بعض البلدان الصديقة من القارة الافريقية، مشيرا إلى أن «هذه التجربة الناجحة يمكن أن تتوسع لتشمل إخواننا الأفارقة الذين يرغبون في الانخراط في هذه المقاربة». وأضاف أن الخطوط الملكية المغربية مستعدة أيضا للتوقيع على اتفاقيات للتعاون مع شركات النقل الإفريقية لما فيه مصلحة الطرفين. وعبر بهذه المناسبة عن إرادة المملكة القوية وإصرارها بالخصوص على «التعاون بشكل فعال لجعل قطاع النقل الجوي الإفريقي قاطرة لتحقيق مشاريع التنمية بالقارة الإفريقية». وأبرز السيد غلاب تأثير وانعكاسات الأزمة الاقتصادية المالية العالمية والعوامل التي تعيق تنمية قطاع النقل الجوي بإفريقيا معربا عن قناعته بأن القارة الإفريقية تتوفر على الوسائل والإمكانات ليكون لها نقل جوي يتمتع بالثقة ويتميز بالجودة. ولتحقيق هذا المبتغى، أكد على ضرورة تشكيل جبهة موحدة يطبعها تعاون رفيع المستوى، ثنائي وإقليمي، وإعداد سياسة شاملة لتنمية التعاون جنوب-جنوب، ووضع إطار شراكات في مجال النقل الجوي الإفريقي. وأكد السيد كريم غلاب أن هذا المنتدى يشكل أرضية للتبادل ومناسبة سانحة لمناقشة آثار الأزمة المالية والاقتصادية على تطور قطاع النقل الجوي بإفريقيا, واستكشاف الاستراتيجيات التي يمكن أن تعتمدها الشركات الجوية الإفريقية لمواجهة هذه الظرفية الصعبة. ومن جهته، أبرز الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية السيد إدريس بنهيمة، أن قطاع النقل الجوي يشكل عاملا للاندماج وتنمية القارة الإفريقية ورافعة للتنمية الاقتصادية. وذكر بأن المغرب كان البلد الأول الذي اختار تحرير أجوائه من خلال توقيع اتفاقية السماء المفتوحة (أوبن سكاي) سنة2005 ، الشيء الذي ساعد الشركة الوطنية على رفع تحدي التنافسية والتأهيل. وأوضح أن هذا الاندماج توج بنجاح حقيقي من خلال خلق دينامية تنموية، مبرزا أن حجم الرحلات في اتجاه المغرب سجل ارتفاعا بنسبة 19 بالمائة سنويا، كما أن عدد الرحلات الاسبوعية انتقل من560 إلى991 , أي بإضافة360 رحلة جوية أسبوعية. وأعرب عن الأسف لكون النقل الجوي الإفريقي لا يمثل إلا4 بالمائة من حجم النشاط العالمي في الوقت الذي تضم فيه القارة نحو850 مليون نسمة، كما أن الرحلات عبر إفريقيا تظل ضعيفة، مؤكدا على «ضرورة تكثيف الشبكات الداخلية والرفع من عدد هذه الرحلات». وقد تمحورت باقي التدخلات التي ميزت هذا اللقاء, الذي حضره على الخصوص وزراء النقل بغانا وبوركينا فاصو وغينيا الاستوائية وغينيا كوناكري ومسؤولون بالقطاع بالعديد من بلدان إفريقيا وخبراء دوليون، حول «انعكاسات الأزمة الاقتصادية والمالية على المسلسل العالمي للتحرير»و«وضعية النقل الجوي بإفريقيا .. وضع مسلسل ياموسوكر»و«وضرورة تحرير النقل الجوي في هذه الفترة التي تشهد تقلبات بنيوية».