قدم السيد رشيد بن المختار رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية ، عرضا أمام المؤتمر الدولي حول "بناء اقتصاديات المعرفة وتحقيق التنمية المتوازنة" المنعقد حاليا بالعاصمة التونسية ، سلط فيه الضوء على تجربة المغرب في مجال البحث العلمي وتطوير العلوم المتقدمة وتكنولوجيا الابتكار. وتحدث السيد بن المختار في هذا السياق عن المشروع الذي تشرف عليه المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والابتكار والبحث ( ماسير) الذي بدأ قبل ثلاث سنوات بمبادرة من جامعة الأخوين ، " ليصبح الآن مشروعا ذا حجم وطني كبير".
وقال المسؤول المغربي ، الذي يتولى في الآن ذاته رئاسة مؤسسة (ماسير) ، أن المشروع الذي يستفيد من دعم الدولة ، يضم حاليا نحو 90 باحثا على مستوى دولي ، يوجد من بينهم شخصيات علمية معروفة في ميدان اختصاصهم على الصعيد الدولي .
وأضاف أن المؤسسة تركز نشاطها في مجال التكنولوجيا الصاعدة وتهتم بكل ما من شأنه أن يفيد المغرب في مجال البحث العلمي ولكي يكون لأبحاثها انعكاس إيجابي مباشر على المجالات التي تهم المغرب ، سواء على مستوى خلق مناصب شغل جديدة أو لتلبية متطلبات محددة ، خاصة في قطاعي الصحة والفلاحة.
وأوضح السيد بن المختار أن مشروع (ماسير) ، الذي يقوم على الكفاءات والوسائل التكنولوجية الدقيقة ويرتكز أيضا على درجة عالية من الذكاء ، قد استطاع في ظرف وجيز نسبيا ، أن يصبح عبارة عن مختبر معترف به دوليا ، يتلقى العديد من الطلبات لعقد شراكات واتفاقيات من كل جهات العالم ، وذلك بفضل جودة أبحاثه ومستوى كفاءة مهندسيه .
وقال إن المشروع يستفيد أيضا من عدة كفاءات مغربية كانت تعمل بالخارج والتحقت بمؤسسة (ماسير) التي هي بصدد عقد عدة تحالفات في مجالات علمية متقدمة .
وأشار إلى أن النتائج المحصلة في مشروع (ماسير ) "تقدم مثالا حيا على ما يمكن تحقيقه انطلاقا من لا شيء" ، من خلال البناء التدريجي لتجربة تصبح مع الوقت ناجحة ورائدة .
وخلص إلى أنه إلى جانب ما تحقق من نتائج إيجابية على مستوى الموارد البشرية والوسائل التكنلوجية ، فإن المشروع سيكون في وسعه أن يكشف في المستقبل المنظور عن نتائج ملموسة في ما يتعلق ببراءة الاختراع وأجيال جديدة من المقاولات .
ويذكر أن المؤتمر الذي سيختتم في وقت لاحق اليوم تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إسيسكو) بالتعاون مع البنك الدولي وتونس ، ويشارك فيه العديد من الشخصيات المرموقة من عدة بلدان من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، ينعقد تحت شعار"بناء اقتصاديات المعرفة ، نحو إحداث فرص العمل ورفع مستوى التنافسية وتحقيق التنمية المتوازنة ".