أكد سفير المغرب بتونس ، السيد نجيب زروالي وارثي أهمية دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في تأطير المواطنين وتأمين الانتقال الديمقراطي على أسس سليمة. وقال الزروالي في مداخلة تناول فيها محور ( تحديات الانتقال الديمقراطي)، أمام منتدى دولي حول موضوع (الثورة التونسية .. رهانات الانتقال الديمقراطي ودور المجتمع المدني)، ينعقد حاليا بمدينة الحمامات التونسية، بمشاركة شخصيات سياسية ودبلوماسيين وحقوقيين ورجال أعمال من تونس وعدد من البلدان الأوروبية والهيئات الدولية، إن عملية البناء الديمقراطي في ظل التحولات التي تشهدها بلدان المنطقة ،تتطلب العمل على صيانة الحقوق الحريات الأساسية وتغليب المصلحة العامة على مصلحة الأفراد والحرص على استتباب الأمن والاستقرار من أجل ضمان استمرار التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وبعد أن أكد على أهمية استرجاع الثقة في العلاقة بين الدولة والمواطنين، استعرض التجربة المغربية في عددا من المجالات وما أثمرته من نجاحات، خاصة في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية المستدامة وصيانة حقوق الانسان بمفهومها الشامل. وفي هذا السياق استعرض الدبلوماسي المغربي التجارب الخاصة بهيئة الإنصاف والمصالحة بالنسبة للعدالة الانتقالية وتأسيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان لضمانة عدم تكرار انتهاكات الماضي ، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالنسبة لتحقيق التوازن التنموي بين الجهات والقضاء على مظاهر الفقر والهشاشة الاجتماعية. كما تحدث عما حققه المغرب في قطاع البنيات الأساسية المشتركة والمشاريع المهيكلة الكبرى ، بالإضافة إلى موضوع الجهوية الموسعة وتأطير المشهد الإعلامي من خلال الدور الذي تضطلع به الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري. وتطرق أيضا إلى ورش الإصلاحات الدستورية والسياسية التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب 9 مارس الماضي ، مبرزا أنه هذه الاصلاحات ستمكن المغرب من أن يقطع أشواطا بعيدة في مجال تجسيد مشروعه الديمقراطي الحداثي على أرض الواقع . وخلص السيد زروالي وارثي في مداخلته إلى التأكيد على التحولات التي تشهدها المنطقة حاليا تطرح مجددا وبكل إلحاح ضرورة العمل على تفعيل مشروع اتحاد المغرب العربي ، تجسيما لتطلعات الشباب المغاربي في بناء تجمع جهوي قوي لتحقيق اندماج اقتصادي وانسجام سياسي بين بلدانه الخمس وبناء علاقات متكافئة مع الاتحاد الأوروبي في إطار الشراكة الأورومتوسطية.