خصصت جريدة (الأخبار) اللبنانية في عددها الصادر اليوم الجمعة ثلاثة مقالات لإصدارات جديدة لثلاثة مبدعين مغاربة هم الشاعر مبارك وساط والشاعرة منى وفيق والروائي صدوق نور الدين. فتحت عنوان (مبارك وساط يبتسم للعصافير)، أكد المقال الأول أن "قارئ قصيدة النثر المغربية لا يمكنه إلا التوقف طويلا أمام أعمال مبارك وساط الشعرية، بوصفها من أهم نصوص قصيدة النثر المغربية". وأضاف كاتب المقال محمد الخضيري إن "الشاعر المقل الذي أصدر أخيراً (رجل يبتسم للعصافير)، كان دائماً في طليعة الذين طوروا الشعر المغربي، ودخلوا به عالم الحداثة من أوسع أبوابها". وقال "في ديوانه الجديد الصادر عن (دار الجمل)، لا يحيد عن طريقته الخاصة في كتابة الشعر" موضحا أنها "قصيدة تتوغل في غابة النثر المختلفة المرجعيات، بل تحاذي السرد في بعض الأحيان". ويضيف "في الديوان الذي يتضمن 22 قصيدة، يعود وساط إلى صباه. كأن قارئ القصائد يطلع على سيرة ذاتية لصاحب (محفوفا على أرخبيلات)". وخلص إلى أنه "إن جاءت سيرة الآني في (رجل يبتسم للعصافير)، حاملة لبحث قصي داخل الذات، ولعالم غرائبي مثّل محرك الديوان الأساسي، إلا أن الصبا يحضر أيضا بقوة". وتحت عنوان (منى وفيق)، كتب بيار أبو صعب "في مجموعتها الثانية �نيون أحمر� (دار النهضة)، تلفحك غنائية مطعمة بالعبثية، بقايا رومنسية محورة. السخرية لاحتواء القيم السائدة والاقتصاص من الذات. الغرابة لتخريب العلاقات المنطقية، وكسر أي إجماع، وقلب قواعد المنظور". ويضيف الأديب اللبناني "تتربع منى وفيق على (حلم من الساتان الأسود) المستعار من قصيدة لم تقرأها ربما لعباس بيضون، أو تمشي (متسربلة بهروبها) على كورنيش ماغوطي بعيد ... فتأتيها صور وكلمات موقتة، ومشاعر غير مؤكدة تنضح برغبة الانقلاب على العالم". وتحت عنوان (زفزاف يستأنف الحكاية)، جاء في المقال الثالث أن الناقد والروائي المغربي صدوق نور الدين يستعيد في روايته الثانية (الروائي- محمد زفزاف يكتب الثعلب الذي يظهر ويختفي)- (الدار العربية للعلوم ناشرون -بيروت/ دار أزمنة-عمان)، "مرحلةً مفصلية" من سيرة زفزاف. وأضاف كاتب المقال صلاح حسن "نجده يتخيله وهو يكتب رائعته (الثعلب الذي يظهر ويختفي) كأننا في صدد طبعة جديدة من رواية زفزاف". وأوضح أن صدوق نور الدين قسم النص إلى ثلاثة فضاءات، فعنون الفصل الأول ب`(الدارالبيضاء)، وفيه يستعيد علاقته بالأديب الراحل، فيما احتل فضاء الصويرة الفصل الثاني، وفي هذه المدينة تدور أحداث (الثعلب الذي يظهر ويختفي)، بينما نعود في الفصل الثالث إلى الدارالبيضاء. واعتبر الناقد أن "أفضل ما يقال عن الرواية أنها تستعيد محمد زفزاف، وتعيده إلى الواجهة عبر هذا التماهي مع أعماله بطريقة سردية متقنة". ويضيف صلاح حسن "بالفعل، يعمل صدوق نور الدين على تداخل الواقعي بالمتخيل في محاولة لكتابة تنفتح على التخييل الذاتي من دون أن تكون سيرة". ويقول إن الرواية، التي كتب مقدمتها الروائي الأردني إلياس فركوح والتي تقوم على لعبة تناص مع العمل الأصلي لزفزاف، "نجحت في تفادي مطبين رئيسيين". ويتمثل الأول في "التماهي التام مع حياة الشخص المكتوب عنه، رغم القليل من التسطيح الذي شاب الشخصية الروائية". والثاني في "عدم تغييبه إلى درجة المحو، بحيث ظل صوت محمد زفزاف مثل ثعلبه... يختفي ثم يعود للظهور في اللحظة المناسبة".