الإيرانية دخلت منعطفا جديدا يتسم بالتوتر ،عقب الإعلان اليوم الخميس عن طرد 3 دبلوماسيين إيرانيين يعملون لصالح السفارة الإيرانية في الكويت العاصمة ثبت تورطهم في شبكة تجسس إيرانية. ولم تنتظر السلطات الكويتية طويلا، إذ بادرت إلى هذا الإجراء واستدعت سفيرها في طهران للتشاور، بعد إصدار القضاء الكويتي أول أمس الثلاثاء احكاما بالاعدام على ثلاثة أشخاص (إيرانيين وكويتي) لاتهامهم بالتورط في شبكة تجسس تعمل لصالح طهران. ويتوقع أن تلقي قضية التجسس هاته بظلالها على مساعي البلدين لتحسين روابطهما الثنائية التي كانت قد تأزمت اثناء الحرب العراقية ` الايرانية بين عامي 1980 و1988 بسبب الدعم المالي الذي قدمته الكويت للعراق في تلك الحرب. ويأتي هذا التوتر الجديد في علاقات البلدين لينضاف إلى الأزمة المحتدمة بين المنامة وطهران على خلفية الأحداث الراهنة في البحرين ، واتهام هذه الأخيرة السلطات الإيرانية بالتدخل في شؤونها الداخلية، وتنديد طهران القوي بالدعم الخليجي الأمني للمنامة وكيفية تعاملها مع احتجاجات الجماعات الشيعية في المملكة. وكانت المحكمة الكويتية قد قضت بإعدام إيرانيين وكويتي بتهمة الانتماء لشبكة تجسس ايرانية، كما حكمت على اثنين آخرين بالسجن المؤبد في هذه القضية التي ينتظر أن تسبب توتراً في العلاقات بين الكويت وطهران. وسبق للمحكمة ذاتها أن وجهت رسميا في غشت 2010 تهما بالتجسس الى الاشخاص المذكورين لصالح ايران، غير أنهم نفوا ذلك مؤكدين عدم صلتهم بالشبكة. وقد جرى تفكيك هذه الشبكة في ماي 2010، واشارت الصحافة الكويتية حينها الى ان عناصرها يعملون لصالح الحرس الثوري الايراني. وخضع هؤلاء للمحاكمة بتهمة التجسس ونقل معلومات حول الجيشين الكويتي والأمريكي المنتشر في الدولة الخليجية، إلى الحرس الثوري الايراني. وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح اليوم الخميس، إن الأحكام القضائية الصادرة في حق هؤلاء "تبين أن هناك مؤامرة على أمن الكويت السياسي والاقتصادي والعسكري، حيكت من قبل ايران". وأضاف في تصريح صحفي، أن "هناك شيئا صعقنا في هذا الحكم وهو ان تكون هذه الشبكة التآمرية مرتبطة بعناصر رسمية من الجمهورية الاسلامية، لذلك شكلنا خلية ازمة في وزارة الخارجية واستدعينا سفيرنا من طهران"... من جهتها، نفت طهران مجددا علاقتها بالشبكة، مؤكدة على لسان مصدر في الخارجية الايرانية ان "هذا الموضوع لا يمت بصلة اطلاقا بالجمهورية الاسلامية الايرانية أو أعضاء السفارة الايرانية". ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية اليوم عن المصدر ذاته قوله، إن "توجيه مثل هذا الادعاء الى ايران من قبل الجهاز القضائي الكويتي عمل غير مسؤول" ، مبرزا أن "طرح هذا الموضوع مجددا ،أمر يثير التساؤل وينطوي على اهداف خاصة". وعلى صعيد متصل، ذكرت وكالة الأنباء الكويتية،أن وزارة الخارجية استدعت صباح اليوم القائم بالاعمال الايراني لدى البلاد وذلك على خلفية الحكم الصادر من القضاء الكويتي بحق شبكة التجسس التي تعمل لصالح جمهورية ايران الاسلامية. وأشارت إلى أن وكيل الوزارة خالد سليمان الجارالله اجتمع مع محمد شهابي القائم بالأعمال بالسفارة الايرانية، وأبلغه "احتجاج دولة الكويت الشديد واستيائها من هذا الفعل بحق امن وسلامة البلاد". وأكد الجار الله "أن أمن البلاد واستقرارها خط أحمر ولا يسمح لأي من كان أن يقترب او يعبث بهذا الملف"، مشددا في هذا الصدد على أن "اجراءات رسمية ستتخذ حيال السفارة خلال الايام القادمة تتناسب وحجم هذا الفعل المستنكر". وشدد على ضرورة قيام القائم بالأعمال الايراني بنقل هذا الاحتجاج الكويتي الشديد الى عاصمة بلاده لتكون على بينة من هذا الأمر وتوضيح مدى تداعياته الخطيرة على العلاقات بين البلدين. من جهة أخرى، قالت تقارير صحفية كويتية نشرت اليوم، ان وزير الخارجية الكويتي اتهم الحرس الثوري الايراني بأنه وراء خلية التجسس المفككة. ونقلت صحيفة (القبس) الكويتية عن المسؤول ذاته، قوله في عددها اليوم الخميس "إنني اتهم الحرس الثوري الإيراني بوقوفه وراء هذه العملية المكشوفة ، التي لن تكون في صالح علاقات بلدينا ". وأضاف الوزير، أن بلاده "لم يصدر منها إلا كل الخير تجاه ايران...ولم نعمل يوماً على الاساءة الى العلاقات مع الجارة ايران..ولكن في المقابل نرى أن الحرس الثوري زرع هذه الخلية لاستهداف الأمن الكويتي..ونتمنى من الاصدقاء في ايران أن يعوا جيداً خطورة هذا الامر".