أبرز المشاركون في الحفل الذي أقيم، أمس الجمعة، بضريح سيدي إفني، إحياء لذكرى الموسم الديني الأول لهذا الولي الصالح الأهمية والرمزية الروحية والتاريخية التي يكتسيها هذا الحدث لدى ساكنة المنطقة. وأكدوا خلال هذا الحفل الذي نظمته المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية والمجلس العلمي المحلي، بتنسيق مع العمالة والمجلس الإقليمي والمجلس البلدي، أن إحياء هذه الذكرى من شأنها توطيد العلاقات وتكريس المعاني الروحية ونشر القيم الفاضلة بين الساكنة. وفي كلمة بمناسبة هذا الحفل الذي ترأسه عامل الإقليم السيد ماماي باهي، اعتبر رئيس المجلس العلمي المحلي بالمدينة، السيد إبراهيم أقداح، أن الاحتفال بهذا الموسم الديني سيشكل مناسبة للتعارف والتآزر ونشر قيم التسامح والتضامن وكذا التعاون على فعل الخير. من جهته، أكد المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية، السيد حسن بن المختار، أن هذا الموسم يدخل في إطار الاهتمام برجالات التصوف بالمملكة وصلحائها، مبرزا في هذا الصدد، أن الولي الصالح سيدي إفني يشكل أحد رجالات التصوف بالإقليم وحاملا للذاكرة التاريخية لحاضرة آيت باعمران التي سميت بإسمه. وأعرب عن أمله في أن تشكل هذه التظاهرة الدينية تقليدا سنويا تجتمع فيه المدارس القرآنية لقبائل آيت باعمران على تلاوة كتاب الله وترتيله والتسابق على حفظه وتدارس قواعده، داعيا في هذا السياق أعيان المنطقة ومنتخبيها وعلمائها إلى حمل أمانة تسييره وحسن تنظيمه حتى يحقق أهدافه النبيلة. بدوره، أبرز السيد عبد الله السعيدي، عضو جمعية علماء سوس وعضو بالمجلس العلمي المحلي بتيزنيت، الدور الذي تضطلع به المواسم الدينية والأضرحة كمؤسسات لنشر العلم وتوطيد العلاقات الاجتماعية وتوثيق الوحدة الوطنية والوجدانية للشعب المغربي. وذكر في هذا السياق بثلة من الأولياء وأعلام التصوف الذين اشتهرت بهم قبائل آيت باعمران، والذين قاموا باستئناف الإشعاع الحضاري للأمة في مجال التربية والتدافع الإنساني، فشكلوا محطات حضارية مضيئة في تاريخ هذه القبائل وذاكرة للأجيال في مجال الإصلاح العلمي والتجديد الأخلاقي والجهاد من أجل الذود عن حمى الوطن. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، استحضر رئيس المجلس الإقليمي السيد الحسن جهادي، الدلالات الرمزية والثقافية والدينية وكذا الروحية لهذه التظاهرة الدينية على مستوى المنطقة، معتبرا أن تنظيم الموسم الديني الأول لسيدي إفني يأتي بالموازاة مع التنمية التي تشهدها هذه المدينة في مختلف المجالات. من جانبه، اعتبر رئيس المجلس البلدي السيد محمد الوحداني أن الاحتفال بالموسم الديني لسيدي إفني يأتي لرد الاعتبار للمنطقة من خلال تثمين الجانب الثقافي والروحي فيها وربط ماضيها بحاضرها، إلى جانب إبراز هويتها الثقافية وكذا المؤهلات الطبيعية والفلاحية والسياحية التي تزخر بها المنطقة. وتضمن برنامج الاحتفال بهذا الموسم الديني الذي حج إليه جمهور غفير من نساء ورجال إلى جانب أطفال وشباب المنطقة، زيارة ميدانية للضريح وإلقاء قصائد شعرية، وكذا توزيع منح مقدمة من طرف مؤسسة التعاون الوطني لفائدة مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالإقليم.