أبرزت آخر الإحصائيات عزم المغرب الوطيد على تحقيق المساواة بين الجنسين، وذلك من خلال سلسلة من الإصلاحات انصبت على النهوض بحقوق المرأة وولوجها إلى المعرفة . كما أوضحت هذه الأرقام ، التي قدمتها البعثة الدائمة للمملكة المغربية لدى الأممالمتحدة ، الجهود الكبيرة التي بذلها المغرب من أجل تسهيل ولوج المرأة إلى العلوم والتكنولوجيا والابتكار، حتى تساهم في الرفع من المعدل الحالي للطالبات المسجلات في الجامعات المغربية، والذي يقدر ب 11ر45 في المائة . وهكذا ، وحسب المصدر ذاته ، فإن النساء بالمغرب يمثلن 50 في المائة من مجموع الطلاب في العلوم والتكنولوجيا، و 60 في المائة في الطب والصيدلة، و 90 في المائة في علوم التربية. ويشكل النهوض بدور المرأة في مختلف القطاعات ذات الصلة بالاقتصاد هدفا أساسيا في مختلف المبادرات المغربية ، بحيث تساهم المؤسسات النسائية ، التي هي في معظمها مقاولات صغرى ومتوسطة، ب`37 في المائة في قطاعات الخدمات، و31 في المائة في التجارة، و21 في المائة في قطاع الصناعة لا سيما النسيج . ووعيا منه بضرورة تعزيز انخراط المرأة في مجال التربية والتكوين واكتساب المعارف العلمية، اتخذ المغرب مجموعة من مبادرات تحفيز ودعم الفتيات في الوسط القروي وتعميم التعليم في أفق 2015 . ومن بين هذه المبدرات إطلاق المملكة لبرنامج " دار الطالبات"، الذي يتكفل بتمدرس الفتيات المنحدرات من العالم القروي ومن أوساط فقيرة، أو الفتيات اللائي يجدن صعوبة في الوصول إلى المدرسة . كما أطلق المغرب برنامجا للتحويلات المالية لدعم تمدرس الأطفال، وإحداث فضاءات متعددة الوظائف من أجل تمكين النساء والفتيات من مكونات للتعليم والتشغيل والاندماج . و يتجلى تعزيز دور المرأة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، كذلك، في اعتماد مقاربة مالية لدعم المساواة بين الجنسين، وإعداد تقرير يعنى بالنوع ينشر سنويا منذ 2005. كما يتعلق الأمر باعتماد الاستراتيجية الوطنية للإنصاف والمساواة بين الجنسين، ومكافحة العنف ضد المرأة ، وأجندة حكومية للإنصاف والمساواة برسم الفترة 2010-2015 ، والتي سيتم اعتمادها قريبا . وتعكس هذه الجهود الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، لقضايا المرأة المغربية، كما تعكس بجلاء المساواة بين الجنسين التي جعلتها المملكة في صدارة الأولويات منذ الاستقلال .