انطلقت صباح اليوم الاثنين بالرباط فعاليات الملتقى الوطني الأول لإحياء الثرات الحساني، الذي تنظمه، على مدى يومين، لجنة الطلبة المنحدرين من الأقاليم الجنوبية للمملكة وجمعية تافيلالت تحت شعار "التراث الحساني كمكون أصيل للهوية الوطنية المغربية". وفي كلمة بمناسبة افتتاح أشغال هذا الملتقى، أبرزت السيدة خديجة أطويف رئيسة لجنة الطلبة المنحدرين من الأقاليم الجنوبية للمملكة أن تنظيم هذه التظاهرة يأتي في سياق الجهود لإحياء التراث الحساني باعتباره "مكونا أصيلا للهوية الوطنية المغربية ورافدا من روافد الثقافة المحلية والوطنية، وذلك في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية والترابية والدفاع عن مغربية الصحراء".
وأضافت السيدة أطويف أن تنظيم الملتقى يأتي أيضا في إطار التوجهات السامية المتضمنة في خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال`34 لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، والذي يعد "منعطفا في تاريخ المغرب السياسي الحديث يمتاز بالواقعية الضاربة في أعماق الواقع السياسي والاجتماعي لجنوب المغرب".
وأشارت إلى أن الطلبة المنحدرين من الأقاليم الجنوبية للمملكة كانوا دائما يرفعون لواء الوطنية الصادقة "غير مبالين بما قد يدسه بعض الانفصاليين"، الذين يصرون على خيانة الوطن وزرع بذور الفتنة والبلبلة، مؤكدة أن "هؤلاء الخونة لا يمتون بأي صلة لأبناء المناطق والأقاليم الجنوبية المغربية".
إلى ذلك، قالت السيدة أطويف "إن محبة الوطن من الإيمان، ولا خير في امرئ لم يخلص لخالقه ولملكه ولوطنه"، مسجلة أن تنظيم مثل هذه التظاهرات هو قبل كل شيء ثمرة جهود عدة فاعلين سياسيين وجمعويين وتربويين للإسهام في ترسيخ قيم المواطنة الصادقة والدفاع عن الوحدة الوطنية.
ومن جانبه، أكد السيد محمد ليمامي رئيس جمعية تافيلالت أن تنظيم هذا الملتقى يهدف أساسا إلى الاعتناء بالمخزون الثقافي الثمين الذي تزخر به الأقاليم الجنوبية المغربية الأصيلة من لكويرة إلى فجيج".
وأضاف أن تنظيم هذا الملتقى بالرباط وإضفاء بعد وطني عليه يعكس الأبعاد الدلالية للتاريخ المغربي "الذي يشد كل المغاربة إلى هويتهم وتعلقهم المتين والدائم بأهذاب العرش العلوي المجيد".
وأشار السيد ليمامي إلى أنه من "حسن الطالع" أن يتزامن الملتقى مع ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، مع ما يرمز إليه الحدث من "تلاحم أمتنا ووحدة وطننا من طنجة إلى لكويرة في ظل العرش العلوي المجيد".
ومن جهته، قال السيد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إن التراث الحساني يشكل رافدا أساسيا من روافد الثقافة المغربية، مسجلا، في هذا الإطار، أن الاحتفاء بهذا التراث هو شأن يهم كل المغاربة، وذلك على اعتبار الثقافة المغربية غنية بتنوعها مما يدل على أن المغرب "بلد موحد في إطار تنوع ثقافي ولساني" فريد من نوعه.
وذكر السيد بوكوس بالخطاب الملكي ل`17 أكتوبر 2001 بأجدير (اخنيفرة) الذي وضع اللبنات الأساسية لثقافة وطنية متجانسة تقوم على روافد متنوعة، أمازيغية وعربية وإفريقية وأندلسية، مبرزا، في نفس السياق، أن الاحتفاء بالتراث الحساني يكتسي قيمة مضافة بالنسبة للهوية الوطنية ويعزز التعددية الثقافية واللغوية التي تميز المغرب الموحد.
للإشارة، فإن برنامج اليوم الأول من هذا الملتقى يشمل تنظيم ندوة تتناول مواضيع ذات الصلة بالجهة الجنوبية من قبيل "التربية وتقويم السلوك من خلال الشعر الحساني" و "مفهوم الأنوثة في ثقافة الصحراء" و"مجالات التكامل بين التراث الحساني والأمازيغي" و"الفن الصخري تراث يبرز تجدر الحضارة في الأقاليم الجنوبية" و"الوحدة الثقافية لقبائل الجنوب المغربي" بالإضافة إلى استعراض مراسيم العرس الصحراوي والفيلالي والأمازيغي، فيما يتضمن برنامج اليوم الثاني تنظيم أمسية شعرية وغنائية وتطبيقات موسيقية لأشعار وأوزان حسانية من طرف فرقة موسيقية حسانية.