أسدل ستار الدورة الرابعة لفعاليات مهرجان المسرح الحساني بمدينة الداخلة يوم الإثنين 6 أبريل 2009، بفوز مسرحية «ديكَة على كبة» لفرقة أنفاس أوسرد بالجائزة الكبرى، فيما عادت جائزة لجنة التحكيم مناصفة إلى فرقة الساقية الحمراء بالعيون وفرقة الحبشي بالسمارة. هذا، ومنحت اللجنة التحكيم المكونة من أساتذة وباحثين مختصين في المسرح، جائزة أحسن دور نسائي مناصفة بين الممثلة «سكينة اعمر» من فرقة الساقية الحمراء، والممثلة«فاطمة باعلي» من فرقة الحبشي بالسمارة . أما جائزة أحسن دور ذكوري فقد منحت مناصفة كذلك بين الممثل«سيدي أحمد شكَاف» من فرقة أنفاس أوسرد وللممثل عالي أكبار. كما تلت لجنة التحكيم مجموعة من التوصيات بشأن العروض المسرحية المبرمجة من أجل النهوض بالمسرح الحساني بالجهات الجنوبية الثلاث، وإعطائه صبغة المهرجان الوطني والدولي في الدورات المقبلة. وعرف يوم الإختتام كذلك، توزيع عدة شواهد تقديرية ورمزية على مجموعة من الفعاليات من مسرحيين وباحثين وممثلين وإعلاميين سواء المشاركة أو الحاضرة في مهرجان المسرح الحساني في نسخته الرابعة والذي نظمته جمعية أنفاس للمسرح والثقافة بشراكة مع وزارة الثقافة والمديرية الجهوية للثقافة بجهة وادي الذهب الكويرة وبدعم من وكالة الجنوب للتنمية الإجتماعية، وتعاون مع ولاية الجهة والمجلس الجهوي بها والمجلس البلدي للداخلة وعمالة إقليم أوسرد. وكانت فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان المسرح الحساني، قد انطلقت مساء يوم الأربعاء فاتح أبريل الجاري، واستمرت لمدة أربعة أيام كانت كلها فرجة مسرحية وسهرات موسيقية فنية وجولات سياحية وورشات وتكريم عدد من الوجوه المسرحية المحلية والجهوية والوطنية، وندوات فكرية حول المسرح الحساني وإشكاليات توظيف التراث الحساني في الأعمال المسرحية، حيث تمخضت عن الندوة التي نظمت صباح يوم السبت 4 أبريل المنصرم، وشارك فيها رائد الإحتفالية في العالم العربي الدكتور عبد الكريم برشيد، وثلة من الباحثين سواء في المسرح المغربي أو التراث الحساني، توصيات مهمة. حيث تنص كلها على ضرورة استثمار التراث الحساني في الأعمال المسرحية والمحافظة على الثقافة الحسانية، وإضفاء الأصالة الفنية على الفعل المسرحي الحساني وإكسابه الأبعاد الثقافية والتاريخية والحضارية من خلال المزج بين الماضي والحاضر، والتعامل بوعي نقدي مع مفهوم التراث وأشكاله واستيعاب المضامين التراثية، مع البحث عن صيغ مسرحية جديدة من خلال استلهام الأشكال والصيغ الإحتفالية في الثقافة الحسانية. وبخصوص هذه الدورة صرح المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة وادي الذهب الكَويرة «خيا محمد لغظف» لجريدة الإتحاد الإشتراكي، أن المهرجان يدخل ضمن استراتيجية الوزارة عبر تفعيل الثقافة الحسانية على المستوى الجهوي والوطني وضمنها المسرح الحساني، ولهذا الصدد تم استقدام طاقم من رجال المسرح والإعلام للتعريف بالثقافة الحسانية. وفي السنة المقبلة سنحاول توسيع المشاركة لفتح الباب لفرق مسرحية مغربية وعربية، خاصة أن هناك فرقة موريتانية تطالب دائما بالمشاركة في المهرجان الحساني، مع العلم أن مجتمع البيضان الذي تنتمي إليه الثقافة الحسانية، يتميز بقواسم مشتركة فيما يتعلق أساسا بالتقاليد والعادات والموسيقى. أما عن جديد الدورة الرابعة فقد لخصها مديرالمهرجان «توفيق شرف الدين»، في كون المهرجان انفتح أكثر هذه السنة على باحثين وأساتذة مختصين في المسرح المغربي والعربي وفنانين ووجوه سنيمائية ومسرحية وفرق مسرحية محلية ووطنية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، وعلى فنانين تشكيليين، حيث توجت فعالياته بمجموعة من الأنشطة الموازية منها توقيع عدة اتفاقيات توأمة. كما أن الدورة انفتحت على تجارب مسرحية، من خلال عرض مسرحيتين خارج المسابقة «باب البحر» من أداء فرقة «بصمات الفن»، ومسرحية «الماضي فات» من أداء محترف موليير التابع لكلية طب الأسنان بالدار البيضاء. هذا فضلا عن عرض مسرحيات حسانية في غاية الإبداع مثل مسرحية «ديكَة على كبة» لفرقة أنفاس أوسرد، ومسرحية «امنات اليوم» لفرقة الساقية الحمراء بالعيون، ومسرحية «لمرابط بومرغاية» لفرقة الحبشي للمسرح الحساني بالسمارة.