انطلقت يوم السبت بالجماعة القروية مولاي ابراهيم بإقليمالحوز (حوالي 60 كلم من مراكش) فعاليات الدورة الثالثة لملتقى التراث الروحي بالحوز، وذلك تحت شعار "دعم الهوية الروحية والتراثية أساس التنمية الاجتماعية". ويندرج هذا الملتقى، الذي تنظمه على مدى يومين جمعية "منار الحوز للتراث الروحي" و"الشرفاء الأمغاريون" بشراكة على الخصوص مع عمالة إقليمالحوز والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية لجهة مراكش تانسيفت الحوز والمجلس العلمي المحلي، في إطار الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف. وأوضح وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية السيد أحمد التوفيق، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، أن هذا الملتقى يعد نموذجا لإحياء التراث والقيم التي يقوم عليها التصوف السني المغربي، وذلك بالنظر الى المزارات والزوايا التي يحتضنها إقليمالحوز، موضحا أن هذه التظاهرة الدينية تداعى صيتها عبر المملكة وأصبحت نموذجا لعدد من المواسم الروحانية. وأشار الوزير الى أن هذا الملتقى عرف تطورا في المجالات الاجتماعية والعلمية والروحانية وانتقل من ملتقى جهوي الى وطني ثم دولي، وذلك من خلال مشاركة مجموعة للسماع والمديح تمثل دولة سوريا. وبعد أن أوضح أن إقليمالحوز له خصوصية متميزة ويتوفر على كنز هام يتجلى في الإرث الروحي والعلمي الذي ينضاف الى المؤهلات التي يزخر بها هذا الاقليم، أكد السيد التوفيق أن بناء مغرب حداثي يستدعي التشبت بالقيم والمبادئ الاسلامية. من جانبه، أكد عامل الاقليم السيد بوشعيب المتوكل أن هذا الملتقى يسعى الى إحياء مقومات التراث الروحي لاقليم الحوز الزاخر بزواياه ورباطاته وبعلمائه وبنسائه ورجالاته الصالحين. وأبرز أن هذا الملتقى يعبر بحق عن احتواء كل مظاهر ورموز الحضارة المتجدرة التي تختزل الثوابت الروحية والدينية للمملكة المغربية. واعتبر السيد المتوكل أن من شأن هذه التظاهرة تجسيد هذه الثوابت القائمة منذ مئات السنين، مشيرا الى النجاح الذي حققه الملتقى والصدى الذي خلفه في كل أرجاء الوطن. وحسب المنظمين، فإن الغاية من هذا الملتقى، الذي يعرف مشاركة عدد من العلماء وممثلي المدارس القرآنية ومجموعات السماع من مختلف مناطق المغرب ومجموعة سورية، هو رد الاعتبار للتراث الروحي بالحوز والعمل على تثمين الموروث الثقافي والروحي بهذا الإقليم الذي يتوفر على مواقع تاريخية ودينية هامة. كما تجسد هذه التظاهرة، التي تندرج في إطار الجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية والمجتمع المدني لتمكين الأجيال الصاعدة من التعرف على جزء من التاريخ المشرق لهذه المنطقة خاصة على المستوى الديني والروحي، قيم المساعدة والتعاون والتضامن من خلال القيام بحملات طبية لفائدة النساء القرويات وعملية إعذار لفائدة 200 طفل من أسر معوزة. ويتضمن برنامج هذا الملتقى تنظيم ندوات ومحاضرات ينشطها أساتذة جامعيون وفقهاء حول مواضيع تهم بالخصوص "مؤسسات الصلاح بإقليمالحوز وأدوارها الاحسانية"، و"كتاب ذخيرة المحتاج للشيخ المعطي بن الصالح الشرقي"، وإقامة مجالس قرآنية ومسابقة في حفظ الذكر الحكيم وقراءات في دلائل الخيرات وجلسات للذكر والسماع من إلقاء مجموعات من مراكش والرباط ووزان وأبي الجعد. كما سيتم بالمناسبة تكريم السيدة سعيدة أملاح، التي حظيت بشرف إلقاء درس حسني أمام حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأصغر طفل فائز بمسابقة حفظ القرآن وأحد حفاظ دلائل الخيرات لتشجيع الشباب على الاهتمام بحفظ القرآن، فضلا عن تنظيم ورشات في الخط العربي وتفسير الكتب ومعرض للكتب الدينية النفيسة والمخطوطات.