بمشاركتها كضيف شرف دورة سنة 2011 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء ، تتواصل إيطاليا مع فضاء ثقافي متوسطي له بعده الدولي والإقليمي. ويظهر التواصل المكثف لإيطاليا خلال فعاليات هذا المعرض في تنوع عناوين الكتب التي تعرضها على الزوار، لا سيما أنها تتطلع إلى التعريف بوجهتها المجهولة نسبيا لدى القراء المغاربة باستثناء المتخصصين في الأدب الإيطالي أو الأكاديميين الذين ينجزون الدراسات عن فكر وإبداع دولة إيطاليا. كما يبرز التنوع من خلال عرض العديد من المنتوجات التقليدية الإيطالية، وتقديم كتب ومؤلفات تتعلق على الخصوص بالتاريخ والجغرافيا والقضايا المشتركة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وتتطرق الندوات ، التي تنظم برواق هذا البلد الأوروبي طيلة أيام المعرض، إلى القضايا المتعلقة بالمسرح الإيطالي ومناقشتها بحضور فنانين ومسرحيين إيطاليين. ومن بين الأنشطة المبرمجة في الأيام المقبلة زيارة مجموعة من طلبة جامعة القاضي عياض بمراكش للرواق للتعرف على أوجه الثقافة الإيطالية والمجالات المعرفية والتعليمية السائدة بها، وعلى الخصوص "كوميديا ديلارتي". وتحضر فعاليات الرواق الإيطالي شخصيات فكرية وأساتذة جامعيين من إيطاليا. كما يستضيف الرواق مغاربة كتبوا عن إيطاليا أو إيطاليين كتبوا عن المغرب. وفي هذا الإطار، اعتبرت أنا باستوري نائبة مدير المعهد الثقافي الإيطالي بالرباط أن اختيار بلدها كضيف شرف هذه الدورة، يعد فرصة سانحة من أجل عرض المؤلفات الإيطالية على عموم الجمهور المغربي، وجعلها رهن إشارة القارئ الشغوف بمعرفة الثقافة الإيطالية في مختلف تجلياتها. واستدلت على ذلك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بجلب أكثر من أربعة آلاف كتاب لإظهار، على الخصوص، الإنتاج الثقافي الإيطالي والمساهمة في التبادل الفكري والمعرفي بين المغرب وإيطاليا . وأبرزت أن حضور بلادها في المعرض الدولي للنشر والكتاب دليل على التقارب بين البلدين، وفرصة لتسليط الضوء على العلاقات المغربية الإيطالية، مشيرة إلى أن هذا الإختيار يعد تكريما لإيطاليا، التي تزخر بتراث ثقافي وتقاليد موسيقية عريقة. وتعرض برواق الضيف الإيطالي، الذي يحتفل هذه السنة بمرور أربعين عاما على علاقته مع المغرب، وثائق وتحف فنية، فضلا عن عقد ندوات تسلط الضوء على المجتمع والسياسة بإيطاليا، فضلا عن دروس لتعليم اللغة الإيطالية. ويأتي هذا الاختيار اعتبارا لتاريخ إيطاليا العريق وإرثها الكبير من الحضارة اليونانية، وكذا لترسيخ تقليد محمود في إتاحة الفرصة للزوار لاكتشاف ثقافات أخرى ووضع معرفي وثقافي لبلد آخر من أجل إغناء الثقافة المحلية والوطنية، خاصة أن إيطاليا تخلد هذه السنة الذكرى ال 150 لإنشائها كدولة موحدة. وأوضحت السيدة باستوري أن الموائد المستديرة واللقاءات الثقافية والفكرية والأدبية، تنظم تحت شعار" سفر وهجرة الأشخاص والثقافات من ضفة إلى أخرى بالمتوسط "، بمشاركة باحثين وكتاب وأكاديميين إيطاليين إلى جانب كتاب وباحثين مغاربة. وأضافت أن الندوات الإيطالية المبرمجة ضمن فقرات المعرض تتمحور ،على الخصوص، حول مواضيع تهم العلاقات المغربية الإيطالية والأثر العربي في جنوب إيطاليا، وقضايا تاريخية بين العالمين الأوروبي والعربي الذي تحضر فيه إيطاليا بقوة. وتعرف الدورة الحالية للمعرض مشاركة دول أخرى من بينها فرنسا، وألمانيا، وانجلترا، وإسبانيا، والبرتغال، وتركيا، السنغال، واليابان، وفلسطين، والعراق، والولايات المتحدةالأمريكية، وروسيا، وموريتانيا، وأذريبجان، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، وقطر، والكويت، وتونس، وليبيا، ودول من أمريكا اللاتينية. ويشارك في هذه الدورة ، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حسب المنظمين، 724 ناشرا وعارضا، من 42 بلدا، على مساحة 23 ألف و800 متر مربع. يذكر أن الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي تستمر إلى غاية 20 فبراير الجاري، تنعقد تحت شعار "القراءة الهادفة لبناء مجتمع المعرفة".