اختارت وزارة الثقافة المغربية إيطاليا ضيفا شرفيا للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، الذي ستنظم دورته السابعة عشرة من 11 إلى 20 فبراير المقبل الكاتب الإيطالي أنطونيو بيناشي التي تحتفل هذا العام بمرور أربعين سنة على علاقتها بالمغرب، وعلى إنشاء مركزها الثقافي الوحيد بالرباط، إضافة إلى مؤسسة ثقافية خاصة بالدارالبيضاء تحمل اسم "إيفيطو إيطاليا"، مثيرة استغراب العديد من المثقفين والمتتبعين للشأن الثقافي بالمغرب لهذا الاختيار، خاصة أن المغرب انفتح في السنوات الأخيرة على أمريكا اللاتينية، التي كان من الممكن أن تختار بعض بلدانها ضيفة شرف للمعرض. جاء اختيار إيطاليا هذه السنة في المعرض، حسب مصادر من وزارة الثقافة، بعد الاحتفاء بمغاربة العالم في دورة السنة الماضية، بهدف الاستمرار في تسليط الضوء على بلدان البحر الأبيض المتوسط وثقافاتها، التي تشكل إيطاليا جزءا أساسيا فيها، خاصة أن الثقافة الإيطالية تحتل مكانة متميزة في المحيط المتوسطي، وتستحق الالتفات إليها. ولهذا الغرض، جرت برمجة مجموعة من اللقاءات الثقافية والفكرية والأدبية من طرف المركز الثقافي الإيطالي ووزارة الثقافة الإيطالية، لتعريف القارئ المغربي وزائر المعرض بتراث هذا البلد الزاخر، الذي لا يعرف عن ثقافته الشيء الكثير في المغرب. وفي الندوة الصحفية، التي نظمها المركز الثقافي الإيطالي مساء يوم الخميس الماضي، أعلن السفير الإيطالي بالمغرب أن حضور إيطاليا في المعرض الدولي للنشر والكتاب المقبل بالدارالبيضاء، دليل على التقارب بين البلدين، وفرصة لتسليط الضوء على العلاقات المغربية الإيطالية، مشيرا إلى أن الكتاب أداة لتبليغ المعارف. ومن جهتها ذكرت أنا باستوري، مديرة المركز الثقافي الإيطالي بالرباط، في تصريح ل "المغربية"، أن اختيار إيطاليا ضيف شرف للمعرض الدولي للنشر والكتاب تشريف وتكريم لإيطاليا، التي تزخر بتراث ثقافي وتقاليد موسيقية عريقة. وأشارت باستوري إلى أن البرمجة الثقافية لإيطاليا في المعرض تقترح بانوراما واسعة عن التراث الثقافي والحضاري الإيطالي للزائر المغربي، كما تقترح مجموعة من الموائد المستديرة واللقاءات الثقافية والفكرية والأدبية، المنظمة تحت شعار " سفر وهجرة الأشخاص والثقافات من ضفة إلى أخرى بالمتوسط "، التي سيشارك فيها باحثون وكتاب وأكاديميون إيطاليون إلى جانب كتاب وباحثين مغاربة، إضافة إلى عروض سينمائية ومسرحية ومعارض للصور وبعض المآثر والمتاحف الإيطالية، وتقديم عدد كبير من الترجمات لأعمال إيطالية إلى اللغتين العربية والفرنسية. وستقام، في هذا الإطار، أربع ندوات كبرى تتمحور حول مواضيع: "الكاتب والسلطان: من أميسيس والسفارة الإيطالية الأولى في المغرب"، و"إيطاليا تتحرك: حركات وأماكن الذاكرة"، و"فيديريكو الثاني والأثر العربي في جنوب إيطاليا"، و"ليون الإفريقي بين عالمين". ومن بين الكتاب الإيطاليين، الذين أكدوا مشاركتهم في المعرض، نذكر: أنطونيو بيناشي، وماريا أرتانازيو، وماريو إيزنيغي، وأوجينيو بينارو. ومن الكتاب المغاربة، الذين أكدوا حضورهم، أيضا، والذين سيوقعون أعمالهم في المعرض، نذكر: الطاهر بن جلون، وأنا مهجر باردوشي، وجميلة حسون، وغيثة الخياط. أما دور النشر الإيطالية، التي أكدت مشاركتها فنذكر من بينها: دار ألما، ودار كيرا، ومجموعة موندادوري – إليكطا، وميزوجيا، وإيلفيلوديبارتينوب، ودار الجمل، ودار سينسو أونيكو. أما بخصوص المشاركة المغربية في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، فهي متنوعة، حسب البشير الزناكي، المسؤول عن التواصل في وزارة الثقافة، رغم إيقاعات الاحتجاج والمقاطعة، التي بدأ يرفعها بعض المثقفين المغاربة والمؤسسات الثقافية، كالمرصد الوطني للثقافة بالمغرب، الذي أعلن منذ مدة مقاطعته لجائزة المغرب للكتاب ولأنشطة المعرض الدولي للكتاب، وانضاف إليه، أخيرا، الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، الذي أعلن عن مقاطعته لأنشطة المعرض الدولي للنشر والكتاب، بسبب غياب التواصل مع وزارة الثقافة، واستمرار الظروف نفسها، التي عاشها المشاركون في الدورة السابقة. وفي تصريح ل"المغربية" ذكر حسن النفالي، نائب رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، أن "الإطار العام للتواصل مع وزارة الثقافة ما زال مجمدا، فليس هناك حوار مفتوح معها. فالملفات، التي كنا نشتغل عليها مع وزراء سابقين متوقفة الآن، وبطاقة الفنان ما زالت لم تفعل لحد الآن". وأضاف النفالي أن الائتلاف سينظم مجموعة من الأنشطة واللقاءات الثقافية بعد المعرض الدولي للنشر والكتاب، وأن الائتلاف لا علاقة له بالسهرات، التي كانت تنظم بالموازاة مع المعرض، والتي اعتقد البعض أن حذفها من قبل وزير الثقافة الحالي، هو السبب الذي جعل الائتلاف يقاطع أنشطة المعرض. من جهة أخرى أكدت مصادر مكلفة بالإعداد للبرمجة الثقافية للمعرض أن 90 في المائة من البرنامج جاهزة وأن مؤسسات ثقافية وجمعيات مغربية مشاركة فيه من مثل: اتحاد كتاب المغرب، وبيت الشعر في المغرب، ومجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب، وأن أشغال جائزة المغرب للكتاب متواصلة، إذ من المتوقع أن يعلن عن نتائجها في افتتاح المعرض الدولي للنشر والكتاب.