احتفى مهرجان أكادير للسينما والهجرة، أمس السبت، بإسمين كبيرين في عالم المسرح والسينما المغاربية في شخص الفنان المغربي عبد القادر مطاع، والمخرج الجزائري محمود زموري. واحتفت الدورة الثامنة التي يرأسها الممثل الفرنسي من أصل كامروني إيريك إبوانيي، بالمثابرة والإبداع والمسار الاستثنائي للفنانين الذين كسبا جمهورا مغاربيا وأجنبيا عريضا على مر السنين ومن خلال عدة أعمال. وأمام حضور كبير بسينما ريالتو، تعاقب كوميديون ومخرجون لتقديم شهادات حول المسار الفني لمطاع وزموري والإشادة بالتزامهما بتقديم الأفضل في ظروف تكون صعبة أحيانا بالنسبة للفنان، وكذا بسعيهما الدائم لخدمة القيم العالمية للإنسانية والانفتاح على الآخر والتسامح عن طريق السينما والمسرح. وانطلق مسار الإسم الكبير على الساحة الفنية بالمغرب عبد القادر مطاع بالمسرح مع فرقة "المسرح البلدي" بالدار البيضاء، وأدى أفضل أدواره على التلفزيون والمسرح. وفي مجال السينما، أدى دورا في الفيلم الطويل "الباندية" لسعيد الناصري سنة 2004، و"واشمة" لحميد بناني، و"الشركي أو الصمت العنيف" لمومن السميحي، إضافة إلى إنتاجات أجنبية. وقد لمع إسمه في مسلسل " ستة من ستين" لفريدة بورقية من خلال تجسيده لشخصية الطاهر بلفرياط. أما محمود زموري، وهو من مواليد سنة 1946 ببوفاريك بالجزائر، فدرس السينما في باريس واشتغل كمخرج مساعد في فيلمين صورهما علي غالم بفرنسا. وأدى أدوارا في أفلام من قبيل "تشاو بانتان" لكلود بيري، وعالج التطرف الديني من خلال فيلم "من هوليود إلى تمنراست" الذي أخرجه سنة 1991، كما يحمل رؤية ثائرة حول ضفتي حوض المتوسط كما يدل على ذلك فيلم "بور، بلان، غوج". وإلى جانب فيلم "من هوليود إلى تمنراست" (1990) و"شرف القبيلة" (1993) و"100 في المئة أرابيكا"، شارك زموري في فيلم "ميونيخ" للمخرج الأمريكي ستيفن سبيلبورغ سنة 2005. وبالمناسبة، رسم فنانان تشكيليان بأكادير بعين المكان صورتين لمطاع وزموري بتقنية الرسم السريع لقيتا استحسانا من قبل الجمهور الحاضر. وموازاة مع الأفلام القصيرة والطويلة والوثائقية، خصص المهرجان حيزا مهما هذه السنة لمناقشة إشكالية الهجرة بمشاركة خبراء ومثقفين وفاعلين جمعويين وطنيين وأجانب. ومن بين المحاور التي تمت معالجتها خلال هذه الدورة "المهاجرون السود والمنحدرون من إفريقيا"، و"الهجرة المغربية بصيغة المؤنث".