تظافرت جهود كل من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومعهد العالم العربي من أجل إشعاع اللغة العربية في فرنسا لاسيما وأن لغة "الضاد" تحل كضيف شرف علىالدورة 29 للمعرض الدولي للغات المنظم حاليا بباريس. وتتطلع الألكسو ومعهد العالم العربي الذين يشاركان لأول مرة في هذه التظاهرة الدولية المخصصة للكتاب، لجعل هذا الحدث موعدا هاما بالنسبة للأساتذة والباحثين ومناسبة فريدة من نوعها بالنسبة للجمهور الفرنسي والأوروبي لاكتشاف أو تعميق مداركه حول اللغة العربية، التي تعد اللغة الرسمية ل22 بلد. وأكدت المنظمتان أن اللغة العربية تعتبر بالنسبة لعدة مقاولات أوروبية تربطها علاقات اقتصادية مع بلدان العالم العربي "لغة بدون حدود" كما أضحت لغة "عملية" تضنف ضمن اللغات الرسمية الستة المعتمدة من طرف منظمة الأممالمتحدة. ويتيح المعرض للزوار اكتشاف أحدث الطرق لتعلم اللغة العربية والالتقاء بكتاب وشعراء والاستمتاع بقراءات باللغتين العربية والفرنسية وكذا بلقاءات موضوعاتية مرتبطة على الخصوص بالإبداع الأدبي والعلوم والتكنولوجيا الحديثة. وتعتزم الألكسو ومعهد العالم العربي اللذين يوليان أهمية خاصة لتعليم اللغة العربية كلغة أجنبية، إحداث "إطار مرجعي لتعليم اللغة العربية ومنح شهادات للتعلم في هذه اللغة"، وذلك بشراكة مع وزارة التربية الوطنية الفرنسية. وقال رئيس معهد العالم العربي السيد دومينيك بوديس في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "نفكر في منح شهادة تخص تعلم اللغة العربية تماثل تلك الممنوحة بالنسبة للغة الإنجليزية". ويقترح المعهد الذي يوجد مقره بباريس ويستقبل حوالي 1500 طالب سنويا، تعليما مرنا للغة العربية حسب نوعية المستفيدين (أطفال وطلبة ومتقاعدين). وقال السيد بوديس في هذا السياق "نحاول إيجاد طرق منسجمة لتسهيل ولوج عالم اللغة العربية" مشيرا الى وجود خصاص على مستوى أساتذة اللغة العربية في فرنسا. وقد بلغ عدد أساتذة اللغة العربية سنة 2009 حوالي 222 أستاذا سيتولون تدريس 6000 طالب من أصل 5 مليون تلميذ وهومايمثل نسبة1 بالمائة. وعلى الرغم من أن اللغة العربية تعد ثاني لغة للتواصل في فرنسا، فإن تلقينها يظل هامشيا في المدارس الفرنسية رغم وجود طلب متزايد وفق ما تؤكده وزارة التربية الوطنية الفرنسية التي تعد بفتح أقسام جديدة برسم الموسم الدراسي المقبل. ومن جهته أكد المدير العام للألكسو السيد محمد العزيز بن عاشو في تصريح مماثل أن العمل من أجل إشعاع أكبر للغة العربية "ليس نابعا فقط من الحب الذي نكهنه لهذه اللغة بل لكونها قادرة على إشاعة قيم التسامح والحوار والثقافة والحرية". وتضم الألكسو التي يوجد مقرها بتونس 22 دولة وتعمل على تطوير الأنشطة المرتبطة بالتربية والثقافة والعلوم في العالم العربي فضلا عن نشر قيم السلام والتسامح والحوار. وتقترح الألكسو على زوار المعرض اكتشاف مكتبها الخاص بالتنسيق في مجال التعريب والذي يوجد مقره بالرباط، والاطلاع على إصدارها الإلكتروني الموجه للمهنيين في قطاع السيارات والذي أنجز بأربع لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية). ويمثل المغرب ،أيضا، في هذا المعرض برواقين لداري النشر (مرسم) و (ينبوع الكتاب) والدين لقيا إقبالا كبيرا من طرف الزوار.