هم الصحافي بدخول الفندق حيث يقيم، فإذا بسيدة ترتمي عليه والدم يتدفق من جيدها الذي اعترته آثار جرح غائر، وتصرخ طالبة النجدة، فيتراجع إلى الوراء مذعورا، قبل أن يفاجأ بأن الأمر مجرد مسرحية من إخراج مبدع مغربي في فن التزيين والماكياج والخدع السينمائية. فن التزيين والماكياج والخدع السينمائية ليس وليد اليوم، وإنما يعود إلى البدايات الأولى للفن السابع، ويساهم في إظهار ما ليس له وجود فعلي في الواقع على أنه شيء حقيقي وموجود، وهو ما برع في تقديمه المبدع المغربي جمال الشاعري بطنجة من خلال تحويل وجوه شبان وشابات إلى لوحة فنية جسدت كل معاني الرعب، بعد أن ظهرت ملأى بالندوب والحروق الوهمية. وقد حل هذا الفن ضيفا على المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي سيسدل الستار على فعالياته غدا السبت، وانتزع جمال الشاعري، لما أبان عنه من علو كعب في تقنيات الأداء الحي للمؤثرات الخاصة والماكياج والخدع السينمائية، تصفيق الجمهور الذي حضر هذا العرض. وأوضح الشاعري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه يعتزم إقامة معرض مستقبلا في مدينة البوغاز، بدعم من مندوبية وزارة الثقافة بطنجة، سيقدم خلاله بعضا من إبداعاته، وذلك في إطار عرض مباشر سيقدم خلاله بعضا من تقنيات الخدع والماكياج والتزيين السينمائي. وأضاف أن مهنة المزين المتخصص في المؤثرات والخدع السينمائية تقوم على الإبداع والإبتكار، ومن ثتم فإنه يتعين أن يكون للمتخصص في هذا المجال مخيال واسع يترجمه إلى دينامية نشيطة، مشيرا إلى أنه يعتزم تأطير ورشة خاصة بالشباب خاصة الأطفال لتحسيسهم بهذه المهنة. يشار إلى أن جمال الشاعري، المزداد بطنجة سنة 1969، بدأ دراساته في الفنون الجميلة بالمغرب قبل أن يتوجه إلى فرنسا حيث كانت أولى خطواته في مجال الديكور في السينما، ومنذ سنة 2005 سيستقر بإسبانيا مكرسا وقته للتدريب في مجال المؤثرات الخاصة.