استنكر أعضاء عدد من الوفود المشاركة في المهرجان العالمي للشباب و الطلبة، اليوم الأحد ببريتوريا، التحرشات التي يتعرض لها الوفد المغربي من قبل وفدي إسبانيا و "البوليساريو" خلال أشغال هذا الحدث الدولي. وهكذا أعرب أعضاء يمثلون وفود روسيا والهند وسيريلانكا والعراق والأردن ومصر خلال ورشة نظمها الوفد المغربي للتعريف بمبادرة الحكم الذاتي الهادفة إلى إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء، عن رفضهم المطلق لجميع أشكال التشويش والبلبلة التي قام بها أعضاء من وفدي إسبانيا و"البوليساريو" والتي لا "تمت بصلة لأخلاق الحوار والمخلة بأعراف و تقاليد المهرجان". وفي هذا الصدد، أدان رئيس الوفد الروسي إيغور ماكاروف بأشد العبارات الاستفزازات التي يتعرض لها الوفد المغربي، مشددا على أن منظمي المهرجان "بمساندتهم العمياء للانفصاليين" يخدمون الأهداف الامبريالية العالمية التي طالما سعت لإضعاف الشعوب عن طريق تقسيمها. كما شجب تصريحات رئيس شبيبة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم بجنوب إفريقيا المعادية للمغرب، وقال إن "المغاربة هم الضحايا الحقيقيون للأبارتايد الذي تمارسه إسبانيا في المدينتين السليبتين سبتة ومليلية". وعبر أعضاء من وفود زامبيا وسيريلانكا والهند عن رفضهم المطلق لاستغلال المهرجان للترويج لأطروحات معادية للوحدة الترابية للمغرب، مؤكدين أنهم عاينوا بأنفسهم أسلوب الانفصاليين، المدعومين من طرف أعضاء الوفد الاسباني، في الحوار المبني على التشويش والاستفزاز. واعتبروا أن اللجوء إلى التشويش وإثارة البلبلة من طرف أعضاء "البوليساريو" وأعضاء من الوفد الاسباني شكل من أشكال "الانهزام الفكري و رفض الحوار". وبعد استماعهم إلى مجموعة من المداخلات حول قضية الصحراء، أكد أعضاء هاته الوفود أن الانفصاليين يتقنون أساليب الافتراء والدعاية الكاذبة، مشيدين بالروح الوطنية لأعضاء الوفد المغربي الذي لم ينسق وراء التحرشات و قدم مثالا حيا على تحدي جميع أشكال الاستفزاز والإصرار على مواصلة المشاركة في المهرجان للتعريف بشكل حضاري ببلده المغرب وعدالة قضيته. وأشار أعضاء من الوفود العربية خاصة من مصر والأردن و العراق، بالإضافة إلى الأمين العام للإتحاد العام للطلبة العرب، إلى أن المساندة العمياء للدعوات الانفصالية أمر "مرفوض" في مهرجان من المفترض فيه أن يناقش شباب العالم قضاياهم الحقيقية. واعتبروا أن تحيز المنظمين الصارخ للانفصاليين يحول الأنظار عن القضايا الحقيقية المرتبطة بمكافحة الامبريالية وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني العادلة، مستنكرين استغلال الانفصاليين لصور أطفال فلسطينيين، ضحايا العدوان الإسرائيلي، على أساس أنها تتعلق بأطفال أصيبوا خلال أحداث العيون. واستمرت الورشة التي نظمها الوفد المغربي بالرغم من البلبلة والمناوشات اليائسة للانفصاليين، إذ تميزت بمداخلات لأساتذة جامعيين ومنتخبين من الأقاليم الجنوبية، الذين أوضحوا أن الممثل الحقيقي لساكنة الصحراء هم المنتخبون وليس عصابة "البوليساريو" المدعومة من طرف الجزائر. وكان أربعة مشاركين مغاربة (ثلاث فتيات وشاب) قد أغمي عليهم على إثر مناوشات بين الوفد المغربي والانفصاليين المدعومين بأعضاء من الوفد الإسباني، حيث تم نقل الضحايا إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.