هاجم العشرات من ممثلي عصابة البوليساريو ،مساء أول أمس الثلاثاء ، الوفد المغربي المشارك في المهرجان العالمي للشباب والطلبة الذي تحتضنه عاصمة جنوب إفريقيا بريتوريا ، وأصابوا أربعة مشاركين مغاربة إصابات متفاوتة. و استغل مرتزقة البوليساريو انعدام الأمن والإنارة بأحد الممرات المؤدية إلى الباب الرئيسي للمقر المحتضن للمهرجان ليعترضوا طريق الوفد المغربي الذي كان يتأهب للمغادرة بعد أن نجح في مهمة إفشال كل مخططات المرتزقة خاصة أن يوم الثلاثاء شهد ما سمي باليوم التضامني مع ما يسمى بالشعب الصحراوي نظمت على هامشه ندوة لم يحضرها سوى 34 شخصا من أصل 18000 مشارك مما شكل فشلا ذريعا للانفصاليين هنا ببريتوريا . وتسلح "إرهابيو " جبهة البوليساريو بقضبان حديدية وعصي و أسلحة بيضاء مساندين بعناصر من الوفد البرتغالي و الكوبي و الجزائري و الاسباني أمام أنظار رئيس "الوفدي " المسمى "تياكو" الذي وقف موقفا سلبيا من الأحداث. ولم تقف استفزازات ممثلي البوليساريو عند هذا الحد بل تعدته إلى درجة تصريح البعض منهم بارتكاب مجازر أخرى شبيهة بمجزرة العيون التي راح ضحيتها عناصر من الوقاية المدنية و الدرك الملكي و القوات المساعدة ،حيث هدد معظمهم بتصفية ممثلي الوفد المغربي. و كادت الأوضاع أن تنتهي إلى ما لا تحمد عقباه لولا ضبط النفس الذي تحلى به أفراد الوفد المغربي الذين قاموا بتهدئة الأوضاع . ولقيت سلوكات ممثلي و فد جبهة البوليساريو الذين يعتبر أغلبهم من المبحوث عنهم في أحداث "كديم إيزيك" استنكارا من لدن الوفود المشاركة بالمهرجان خاصة وفود الدول العربية التي أعربت عن تضامنها مع الوفد المغربي واحتجاجها على أسلوب الترهيب الذي تلجأ له عناصر إرهابية تنتمي إلى وفد جبهة البوليساريو ،وقد قررت قيادات الوفود العربية عقد اجتماع طارئ للمنطقة العربية للقيام بالتدابير الكفيلة بحماية الوفد المغربي وإدانة قيادة "الوفدي" التي وقفت موقفا سلبيا منذ حفل الافتتاح. وفي تصريح له أكد الأخ لحسن فلاح رئيس الوفد المغربي أن الأساليب الاستفزازية التي تلجأ لها عناصر البوليساريو لن تزيد الشباب المغربي المشارك ضمن فعاليات المهرجان العالمي للشباب إلا عزما و إرادة من أجل التعريف بقضية المغرب الأساسية المتجلية في قضية الصحراء المغربية و سبتة ومليلية المحتلتين من قبل إسبانيا بالإضافة إلى الدفاع عن قضايا إنسانية متعددة في مقدمتها القضية الفلسطينية . وعزا لحسن فلاح هذه السلوكات العدوانية التي يقوم بها الانفصاليون إلى فشلهم في إنجاح اليوم الذي كان مخصصا للتضامن معهم ،حيث لم يحضر الندوة التي نظموها سوى بضعة أشخاص عن إسبانيا و الجزائر ، في حين لقي الرواق المغربي إقبالا منقطع النظير استطاع من خلاله المغاربة أن يوضحوا للمشاركين في المهرجان زيف أطروحة البوليساريو و فظاعة ما ارتكبه إرهابيو أحداث العيون . رؤساء وفود مشاركة في المهرجان يشيدون بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي اعتبر رئيس وفد الولاياتالمتحدة المشارك في الدورة ال17 للمهرجان العالمي للشباب والطلبة في بريتوريا، السيد جوردان فارار، يوم الثلاثاء، أن استغلال هذا الحدث الدولي للتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب «فعل غير مسؤول». وأدان السيد فارار التصريحات المعادية للمغرب التي أدلى بها رئيس شبيبة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا خلال حفل افتتاح المهرجان، معربا في الآن ذاته عن استنكاره للأعمال الاستفزازية التي تعرض لها الوفد المغربي من طرف عناصر انفصالية. وقال السيد فارار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء حول الدينامية التي خلقتها مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لإيجاد تسوية دائمة لقضية الصحراء، إن «من حق المغرب البحث عن حل سلمي مناسب" لملف الصحراء الذي يعد "شأنا داخليا للمغرب". وأشار إلى أن الوفد الأمريكي، الذي يضم حوالي 30 فردا، يشارك في المؤتمر لتبادل وجهات النظر حول القضايا الأساسية التي تهم الشباب، كالفقر، والبطالة، وانعكاسات الأزمة الاقتصادية. وكان أعضاء الوفد المغربي قد رددوا خلال حفل الافتتاح، الذي ترأسه رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، شعارات تؤكد على الوحدة الترابية للمملكة، وأغان وطنية، رافعين العلم الوطني ولافتات تعبر عن الإجماع الوطني والتزام الشباب المغربي بالدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية. وقال رئيس الوفد الموزمبيقي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الحوار والسلم يظلان أنجع السبل المؤدية إلى حل متفاوض بشأنه حول قضية الصحراء.