أبرز السيد عبد القادر أزريع، عضو الوفد المغربي المشارك في أشغال المنتدى الدولي الأول حول تطوير أنظمة الحماية الاجتماعية، الذي تحتضنه العاصمة البرازيلية من 1 إلى 5 دجنبر الجاري، أن هذا اللقاء الدولي يسير في اتجاه بلورة مشروع متكامل حول التغطية الاجتماعية بمفهومها العالمي. وأوضح السيد أزريع، رئيس حركة المبادرات الديمقراطية، أن هذا اللقاء الدولي، الذي ينعقد في البرازيل من منظور عالمي وانطلاقا من النقاشات العريضة التي تمت سواء على مستوى حركة صحة الشعوب أو في الملتقيات النقابية السابقة وكذا المنتدى الاجتماعي العالمي، خاصة التوصيات التي صدرت عن هذا الأخير بنيروبي، يسير في اتجاه وضع خطط عامة من أجل تغطية اجتماعية تدخل في إطار الحقوق الانسانية الكونية. وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن مشاركة المغرب في هذه الندوة، سواء من خلال الممثلين الحكوميين أو ممثلي المجتمع المدني، تأتي بالنظر إلى التقدم الحاصل في مجال الحقوق والمكتسبات التي حققتها الطبقة العاملة، لا سيما المتعلقة منها بالتغطية الاجتماعية والصحية، ومن أجل الانخراط في هذا التفكير الجديد الذي يسعى إلى وضع مشروع جديد للحقوق الاجتماعية بصفة عامة، والتغطية الاجتماعية بشكل خاص. وأشار السيد أزريع إلى أن أبرز النقاشات التي تناولتها الندوة وساهم فيها الوفد المغربي، ركزت بالخصوص على اعتبار التغطية الاجتماعية إحدى الركائز الاساسية للتنمية الاقتصادية، مؤكدا أن المجتمع الذي تنعدم فيه هذه التغطية يظل عرضة للهشاشة، وبالتالي لا يمكنه أن يتطور لا صناعيا ولا انتاجيا ولا استهلاكيا. كما ركزت النقاشات، يضيف السيد أزريع، على بحث سبل كيفية توسيع التغطية الاجتماعية لتشمل ليس فقط الفاعلين والمشتغلين في القطاعات المهيكلة، ولكن القطاعات الغير مهيكلة أيضا، فضلا عن القطاع الجديد الذي ينمو في كل مناطق العالم وهو قطاع المناولة والذي لازال هو الآخر منفلتا من الضوابط التنظيمية التي تسمح بتغطية اجتماعية للعاملين فيه. وأبرز أن إحدى الاشكالات الكبرى المطروحة على المنتدى تتمثل في كيفية تطابق الاستراتيجية الوطنية في مجال الحماية الاجتماعية مع نظيراتها العالمية، وكذا سبل الدفع في اتجاه ضمان العمل اللائق، معتبرا أن هذا الأخير لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال توفير أجر لائق يستجيب لحاجيات الطبقة العاملة، ومراجعة الأنظمة الضريبية على الدخل، وهو ما من شأنه توفير إمكانية مالية إضافية لدعم التغطية الاجتماعية بكل أبعادها. وسجل أن هذا اللقاء الدولي يتجه، من خلال طرحه لهذه الإشكاليات، نحو صياغة توازن اجتماعي جديد سيوفر إمكانية نهضة جديدة لاسيما بالنسبة لدول الجنوب، خصوصا وأن الرأسمال البشري اليوم يشكل قوة أساسية في المعادلة التنموية. وأكد في هذا السياق أن الحضور المتنوع للوفد المغربي في هذا المنتدى، من ممثلي الحكومة والمجتمع المدني والمؤسات الراعية للمسألة الاجتماعية، وفر إمكانية التواصل أكثر وتوفير مناخ للحوار وتقديم مقترحات وآراء متوافق بشأنها بخصوص الإعلان النهائي لهذا الاجتماع. وأشار إلى أن الوفد المغربي أجرى، على هامش المنتدى، لقاءات متعددة مع الهيئات والأحزاب السياسية الأساسية في البرازيل ومع المركزية النقابية الأساسية بهذا البلد، وكذا مع المنظمة العالمية لحركة صحة الشعوب، وذلك بهدف التعريف بالتجربة المغربية وبناء علاقة دائمة ومستمرة وتواصل مستمر مع هاته الأطراف. وأبرز في هذا الصدد أهمية تهييء المناسبة، بعد العودة إلى المغرب، لاستقبال ممثلين عن المجتمع المدني والسياسي البرازيلي من أجل تعميق الحوار والنقاش حول مختلف القضايا التي تهم البلدين على المستوى الاجتماعي والسياسي والثقافي، والسير في اتجاه ترسيخ تعاون مغربي برازيلي، من شأنه أن يقوي الحضور المغربي في هذه المنطقة من العالم. واعتبر أن دولة البرازيل تحتل مكانة مهمة في العلاقات الديبلوماسية المستقبلية لبلادنا، والتي يمكن تطويرها من خلال الاعتماد على الجالية المغربية بهذا البلد، ودعم التبادل الثقافي بين الجامعات المغربية والبرازيلية، مضيفا أن الوفد المغربي يطمح، من خلال المشاركة في هذ المنتدى، إلى التأسيس لانطلاقة جديدة في العلاقة مع النخبة السياسية والنقابية والاقتصادية البرازيلية. يشار إلى أن المغرب يشارك في منتدى برازيليا بوفد هام يترأسه وزير التشغيل والتكوين المهني السيد جمال أغماني ويضم ستة ممثلين حكوميين وستة ممثلين عن المجتمع المدني الناشط في ميدان الاقتصاد الاجتماعي، فضلا عن سفير المملكة المغربية ببرازيليا.