انعقدت يوم الثلاثاء بالمحمدية ندوة فكرية حول موضوع "سيادة الدولة على التراب وواجبات المواطنة" شارك فيها عدد من الفعاليات المدنية والطلابية. وأكدت السيدة رحمة بورقية رئيسة جامعة الحسن الثاني-المحمدية، في كلمة ألقتها خلال هذه الندوة المنعقدة بكلية الحقوق، أن الهدف من هذا اللقاء العلمي يتمثل في تقريب الوسط الجامعي ومختلف الفعاليات بالمدينة من موضوع يرتبط أساسا بالمصلحة العليا للبلاد. وأشارت إلى أن الجامعة تسعى من خلال ذلك إلى تعميق النقاش والتحاور حول مفاهيم السيادة الوطنية وواجبات المواطنة، وذلك في ظل التحولات التي تعرفها هذه المفاهيم خاصة في عصر يتسم بالعولمة كما يتسم في نفس الوقت بالأهمية القصوى للمحافظة على الهوية الوطنية، باعتبارها محددا أساسيا في الواجبات والحقوق. ومن جانبه، أكد السيد عبد العزيز دادس عامل إقليمالمحمدية على أهمية مساهمة الجامعة المغربية في التطرق، بطرق منهجية وعلمية، للقضايا الكبرى للمغرب المتميز بالانفتاح وبالمحافظة على الهوية الحضارية والروابط التاريخية خاصة في الشق المتعلق بالوحدة الترابية للمملكة. وركز السيد دادس، في الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، على الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى ال`34 لانطلاق المسيرة الخضراء باعتباره خطابا مرجعيا وخارطة طريق مستنيرة في التعامل مع موضوع المواطنة صيانة للوحدة الترابية للمملكة. وأوضح، في هذا الصدد، أن انخراط كل المغاربة في الدفاع عن القضية الوطنية الأولى كان دائما متوجا بتحمل الدولة لمسؤولياتها في الدفاع عن حوزة الوطن وقيادتها لمسلسلات التنمية، وعلى رأسها تنمية العنصر البشري عبر الحكامة الجيدة في الأقاليم الجنوبية للمملكة. واعتبر السيد دادس أن مقترح منح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية يندرج في نفس هذا السياق التنموي المندمج كما يندرج في إطار قيم الدولة المغربية واستعدادها الدائم لتيسير مهمة الأممالمتحدة في أفق التوصل إلى حل نهائي متوافق بشأنه. من جهته، أشار السيد إدريس العبادي رئيس شعبة ماستر الحكامة، التي نظمت هذا اللقاء بشراكة مع مركز الأبحاث والدراسات ومنتدى المواطنة، إلى أن هذه التظاهرة تندرج في إطار سلسلة من التظاهرات التي سبق تنظيمها بشراكة مع جامعات إسبانية حول موضوع "الحكم الذاتي". واعتبر في هذا السياق أن المقترح المغربي بهذا الخصوص يأتي بدوره في إطار مسلسل حقوقي شامل يعيشه المغرب منذ أزيد من عقد، كما يندرج في إطار مسلسل التنمية المستدامة بكافة أرجاء المملكة. من ناحيته، ذكر مولاي العربي الزروالي أحد رجال المقاومة وأعضاء جيش التحرير بالإقليم بالقيم الوطنية الراسخة لدى المغاربة، مستشهدا بالملاحم البطولية للفدائيين المغاربة إبان فترة الاستعمار، مبرزا بالخصوص نموذج الوطنية السامية التي عبر عنها جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه عندما تعرض وأسرته الشريفة إلى النفي خارج البلاد مقابل عدم قبوله المساومة أو التفريط في تراب الوطن. وبعد إشارته إلى أن المسيرة الخضراء تعتبر نموذجا آخر من المواطنة الصادقة، أكد أن المرحلة الحالية تقتضي انتقال المغرب إلى الدبلوماسية بكل أشكالها لمحاصرة أعداء الوحدة الترابية وفضح أطماعهم المكشوفة في هذا المجال. وتطرق المشاركون في هذه الندوة إلى عدد من المحاور منها، بالخصوص، "حدود الممكن والمستبعد بين السيادة الوطنية والمواطنة" و"الصحراء المغربية في طريق التسوية" و"الصحراء المغربية بين الجهوية الإدارية والحكم الذاتي" و"قراءة في الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 34 لانطلاق المسيرة الخضراء". حضر هذه الندوة منتخبو الإقليم وممثلو الهيئات السياسية والمدنية ورئيس جمعية الطلبة الأفارقة بالمغرب وعمداء الكليات والمعاهد التابعة لجامعة الحسن الثاني وجمهور من الطلبة.