12-2009 شكل موضوع " الصحراء المغربية : العلاقات البشرية والقانونية والثقافية " محور ندوة دولية انطلقت اليوم الأربعاء بمدينة آسفي بمشاركة عدد من الباحثين والأساتذة الجامعيين، المغاربة والأجانب. وتتناول هذه الندوة، التي تنظمها الكلية المتعددة التخصصات بآسفي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عددا من المواضيع التي تسلط الضوء على الروابط التاريخية والبشرية والقانونية والثقافية بين المغرب وأقاليمه الجنوبية. وأكد السيد عباس الجراري، مستشار صاحب الجلالة، في افتتاح هذه الندوة، أن هذا اللقاء العلمي يكتسي أهمية بالغة لتناوله موضوعا يعتبر في طليعة الموضوعات الراهنة، مبرزا دور الجامعات والمؤسسات الثقافية في إغناء التعبئة التي دعا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الخطاب السامي بمناسبة الذكرى ال` 34 للمسيرة الخضراء. وأضاف السيد الجراري، أن هذه الندوة تدخل في إطار الدبلوماسية الأكاديمية مشيرا إلى أن قضية الصحراء المغربية في حاجة إلى مثل هذا النوع من المبادرات. وذكر مستشار صاحب الجلالة أن هذه الندوة تتناول موضوع الصحراء المغربية في جوانب متعددة بدءا من الجانب التاريخي والثقافي إلى الوضع الراهن، وكذا مناقشة وتوضيح أبعاد الحل الذي اقترحه المغرب لحل قضية الصحراء. وأكد أن جلالة الملك دعا إلى الحل الذي يمكن من الخروج من مشكلة الصحراء المفتعلة، والمتمثل في مشروع الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية وفي سياق الجهوية المزمع تطبيقها في المملكة المغربية. وبعد أن أشار إلى الروابط المتينة التي تجمع بين شمال المغرب وجنوبه كما سبق أن أكدت على ذلك محكمة العدل الدولية، أعرب السيد الجراري عن أمله في أن تساهم هذه الندوة في التحسيس بأهمية الحل الذي طرحه صاحب الجلالة بخصوص هذه القضية الوطنية. من جهته، أكد السيد العربي الصباري الحسني والي جهة عبدة دكالة عامل إقليمآسفي، أن هذه الندوة تنعقد في ظرف تاريخي متميز في مسيرة الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة بعد خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء. وبعد أن أشار إلى التوجهات التي تضمنها الخطاب الملكي السامي، ذكر السيد الصباري أن تنظيم هذه الندوة يندرج في إطار تفعيل الاستراتيجية التعبوية من خلال هذا الجهد الفكري والعلمي للندوة، والذي يتوخى الإلمام بالعلاقات البشرية والقانونية والثقافية للصحراء المغربية والتعريف بإسهامات أبنائها في بناء كيان المغرب التاريخي. وبخصوص تكريم الندوة للسيد عباس الجراري، ذكر الوالي أن هذا التكريم يعود إلى ارتباط إبداع السيد الجراري الفكري والأدبي بالدفاع عن الوحدة الترابية وإسهامه في ذلك من خلال كتاباته المتنوعة وإشرافه على تكوين أجيال من الطلبة، وكذا تقديرا لما أسهم به في التعريف بالثقافة الصحراوية ورجالاتها ودراساته التي تناولت الثقافة والتراث الشعبي والأدب العربي الإسلامي والأندلسي. أما رئيس جامعة القاضي عياض السيد محمد مرزاق، فقد أكد على أهمية احتضان مثل هذه الندوة من طرف الجامعة المغربية التي تعد قاطرة للتنمية ورافدا فكريا يساهم في مسيرة البناء الوطني. وأضاف السيد مرزاق أن اختيار هذا الموضوع كمحور للندوة يندرج في إطار الظرفية الراهنة التي تتميز بإطلاق المغرب لمشروع الحكم الذاتي بأقاليمه الجنوبية، مشيرا إلى أن الجامعة المغربية تجد نفسها مؤهلة لتناول هذا الموضوع لما تتوفر عليه من مؤهلات علمية وثقافية خلاقة من شأنها تسليط الضوء على هذا الموضوع وتقريبه من الرأي العام الوطني والدولي. من جهته، أشار عميد الكلية المتعددة التخصصات بآسفي السيد مصطفى حدية إلى أهمية هذا الموضوع ومكانته لدى جميع المغاربة، مبرزا أن الهدف من هذه الندوة يتمثل في التأكيد بمنهجية علمية وموضوعية على مغربية الصحراء. وأضاف السيد حدية أن هذا التأكيد يبدو بارزا في الأعمال التي تقدم بها أساتذة دوليون بارزون، أجمعوا على مغربية الصحراء والارتباط الوثيق بين شمال المغرب وجنوبه. يشار إلى أن برنامج هذه الندوة، التي تستغرق ثلاثة أيام، يتضمن العديد من الجلسات العامة والورشات العلمية لمناقشة الجوانب التاريخية والتراثية والقانونية والأدبية للصحراء المغربية، وتنظيم معرض للكتب والإصدارات ذات الصلة، كما سيتم بهذه المناسبة تكريم السيد عباس الجراري تقديرا لعطاءاته العلمية والفكرية.