شكل موضوع "الصحراء المغربية من الجهوية الموسعة إلى الحكم الذاتي" محور ندوة علمية نظمت مساء اليوم الاثنين بسلا بمبادرة من مجلس مقاطعة تابريكت واللجنة الاستشارية لتابريكت. وأكد الباحث في الشؤون الصحراوية الأستاذ عبد الله حافيظي الإدريسي، في عرض حول (الصحراء المغربية من الجهوية الموسعة إلى الحكم الذاتي من خلال الخطب السامية لصاحب الجلالة)، أن الجهوية الموسعة ستشكل بداية لحل قضية الصحراء المغربية، مشددا على أن النجاح في تطبيقها سيساعد الصحراويين في مخيمات تندوف على التعرف أكثر على مضامين مقترح الحكم الذاتي، كحل عادل ونزيه للنزاع المفتعل حول الصحراء. ودعا إلى "الإسراع بمنح جهوية موسعة لأبناء الأقاليم الجنوبية المغربية لسحب البساط عن الجزائر وربيبتها البوليساريو"، معتبرا أن نجاح الجهوية الموسعة حاليا سيكون الضامن لنجاح الحكم الذاتي مستقبلا. وأكد أن تطبيق ورش الجهوية الموسعة سيفضي إلى إعمال الحكم الذاتي كإطار عام لطي ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بصفة نهائية، والانخراط الجماعي في مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومن جهته، أشاد السيد سعيد اسماعيلي ولد سيدي مولود، ابن عم مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، في كلمة بالمناسبة، بالعمل البطولي لمصطفى سلمة، الذي أعرب علانية عن تبنيه للمقترح المغربي للحكم الذاتي، بالرغم من إدراكه لخطورة ما سيتعرض له من تنكيل على يد "عصابة البوليساريو الإرهابية"، التي اعتقلته بمجرد عودته إلى مخيمات تندوف، واقتادته إلى وجهة مجهولة. وأشار إلى أن إعلان ميليشيات (البوليساريو) إطلاق سراح مصطفى سلمة كان الغرض منه تدليس الرأي العام الدولي وامتصاص الضغط الذي كانت تفرضه الجمعيات الحقوقية المناصرة لهذه القضية. وجدد الدعوة باسم لجنة العمل من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، لكافة فعاليات المجتمع المدني إلى تكثيف الجهود وطنيا ودوليا للضغط على الجزائر وميليشيات البوليساريو للإطلاق الفعلي والفوري لسراح مصطفى سلمة وباقي المحتجزين بمخيمات تندوف وتمكينهم من حقهم في التنقل وإبداء الراي. ومن جانبه، أكد رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية السيد سعد الدين العثماني، أن مبادرة الحكم الذاتي، التي تمثل تطورا مهما في مقاربة قضية الصحراء المغربية، أربكت خصوم الوحدة الترابية من جهة، وأعطت المصداقية للخط السياسي الذي سلكه المغرب في حل هذا النزاع المفتعل. وقال إن "قضية الصحراء المغربية لا تحتاج فقط لمقاربة سياسية تقتضي تنزيل الحكم الذاتي، ولكن أيضا لمقاربة تنموية واقتصادية وحقوقية واجتماعية". وكان رئيس مجلس مقاطعة تابريكت السيد جامع المعتصم، قد أكد في كلمة خلال افتتاح هذا اللقاء، المنظم بمناسبة الذكرى ال35 للمسيرة الخضراء وتضامنا مع مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، أن اختيار موضوع الجهوية الموسعة ومقترح الحكم الذاتي، يأتي للمساهمة في النقاش العمومي حول هذه القضية، كما يهدف إلى تحسيس الفاعلين داخل المقاطعة بأهمية البعد الجهوي. وأضاف أن الجهوية الموسعة تمثل مقدمة نحو تطبيق الحكم الذاتي، الذي يعد الحل الديمقراطي الأمثل لتمكين أبناء الأقاليم الجنوبية للمملكة من تحمل مسؤولياتهم في بناء المشروع التنموي. وأبرز أن هذا اللقاء يشكل أيضا مناسبة لفعاليات المجتمع المدني للتعبير عن تضامنها مع مصطفى سلمة، والمطالبة بإطلاق سراحه وتمكينه من التنقل والتعبير عن آرائه بكل حرية.